سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه
سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه … (1)
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً
——————————————————————-
قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم :
” إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به” .
رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
أخرجه أبو داود (2962)، وابن ماجه (108)، وأحمد (21457) واللفظ له .
وقال صلى الله عليه وسلم:
“اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب”.
رواه ابن ماجه وصححه الألباني. و قريب منه حديث السنن3681
وفي صحيح مسلم : قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم
” والذي نفسي بيده؛ ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك. ” (صحيح مسلم2397)
وقال صلي الله عليه وسلم :
” بيْنا أنا نائم رأيتُني في الجنَّة، فإذا امرأة تتوضَّأ إلى جانب قصْر فقلتُ: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطَّاب، فهممتُ أن أدخل فذكرت غيرتَك فولَّيت مدبرًا ”
فبكى عمر بن الخطَّاب وقال : أعليك أغار يا رسول الله؟! متَّفق عليْه واللفظ لأحمد. (فتح الباري 6620)
وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: إني لأحسب عمر قد رفع معه يوم مات تسعة أعشار العلم، وإني لأحسب علم عمر لو وضع في كفة الميزان وعلم من بعده لرجح عليه علم عمر. والله أعلم.
———————
إنَّ مفتاح شخصية الفاروق رضي الله عنه هو إِيمانه بالله تعالى، والاستعداد لليوم الآخر،..
وكان هذا الإِيمان سبباً في التوازن المدهش، والخلاب في شخصية عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-
ولذلك لم تطغ قوَّته على عدالته، ولا سلطانه على رحمته، ولا غناه على تواضعه، …
وأصبح مستحقّاً لتأييد الله، وعونه، فقد حقَّق شروط كلمة التَّوحيد، من العلم، واليقين، والقبول، والانقياد، والإِخلاص، والمحبَّة، وكان على فهمٍ صحيحٍ لحقيقة الإِيمان، وكلمة التَّوحيد، فظهرت آثار إِيمانه العميق في حياته، والَّتي من أهمها:
كان رضي الله عنه يقول: أكثروا من ذكر النَّار، فإِن حرَّها شديدٌ، وقعرها بعيدٌ، ومقامعها حديدٌ،…
وكان رضي الله عنه من شدَّة خوفه من الله تعالى يحاسب نفسه حساباً عسيراً، فإِذا خُيِّل إِليه أنَّه أخطأ في حقِّ أحدٍ؛ طلبه، وأمره بأن يقتصَّ منه،
ذات يوم كان مشغولاً ببعض أمور دولة المسلمين العامَّة، فجاءه رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين ! انطلق معي فأعنِّي على فلانٍ، فإِنَّه ظلمني، …
فرفع عمر الدِّرَّة، فخفق بها رأس الرَّجل، وقال: تتركون عمر وهو مقبل عليكم، حتَّى إِذا اشتغل بأمور المسلمين؛ أتيتموه !
فانصرف الرَّجل متذمِّراً، فقال عمر : عليَّ بالرَّجل. فلمَّا أعادوه؛ ألقى عمر بالدِّرَّة إِليه، وقال: أمسك الدِّرَّة، واخفقني، كما خفقتك، …
قال الرَّجل : لا يا أمير المؤمنين ! أدعها لله ولك،..
قال عمر : ليس كذلك؛ إِما أن تدعها لله وإِرادة ما عنده من الثَّواب، أو تردَّها عليَّ، فأعلم ذلك.
فقال الرَّجل: أدعها لله يا أمير المؤمنين ! وانصرف الرَّجل، ..
أمَّا عمر فقد مشى حتَّى دخل بيته، ومعه بعض النَّاس منهم الأحنف بن قيس؛ الذي حدَّثنا عما رأى:…
فافتتح الصَّلاة، فصلَّى ركعتين ثمَّ جلس، فقال : يا بن الخطاب ! كنت وضيعاً، فرفعك الله، وكنت ضالاًّ فهداك الله، وكنت ذليلاً فأعزَّك الله، ثمَّ حملك على رقاب المسلمين، فجاء رجلٌ يستعديك، فضربته، ما تقول لربك غداً إِذا أتيته؟
فجعل يعاتب نفسه معاتبةً ظننت: أنَّه خير أهل الأرض.
——————-
(* الدرة بِكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ- هي عبارة عن سوط صغير، أو هى سباطة التمر فارغة تم تجفيفها تتخذ لذب الحشرات)
——————-
وعن أبي سلامة قال : انتهيت إِلى عمر وهو يضرب رجالاً، ونساءً في الحرم على حوض يتوضَّؤون منه، حتَّى فرَّق بينهم، ثمَّ قال:
يا فلان ! قلت : لبَّيك !
قال: لا لبيك، ولا سعديك، ألم آمرك أن تتَّخذ حياضاً للرِّجال، وحياضاً للنساء ؟!
قال: ثمَّ اندفع فلقيه عليٌّ ـ رضي الله عنه ـ فقال : أخاف أن أكونَ هلكتُ،
قال على : وما أهلكك؟
قال : ضربت رجالاً ونساءً في حرم الله ـ عزَّ وجلَّ ـ
قال على رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ! أنت راعٍ من الرُّعاة، فإِن كنت على نصحٍ وإِصلاحٍ؛ فلن يعاقبك الله، وإِن كنت ضربتهم على غشٍّ؛ فأنت الظَّالم.
————-
كان عمر ـ رضي الله عنه ـ شديد الورع، وقد بلغ به الورع فيما يحقُّ له، وما لا يحقُّ : أنَّه مرض يوماً، فوصفوا له العسل دواءً، وكان في بيت المال عسلٌ جاء من بعض البلاد المفتوحة، ….
فلم يتداوَ عمرُ بالعسل، كما نصحه الأطبَّاء، حتَّى جمع الناس، وصعد المنبر، واستأذن الناس: إِن أذنتم لي، وإِلا فهو عليَّ حرامٌ، فبكى النَّاس إِشفاقاً عليه، وأذنوا له جميعاً، ومضى بعضهم يقول لبعض : لله درُّك يا عمر! لقد أتعبت الخلفاء بعدك.
هذا هو أمير المؤمنين الذي ساس رعيَّةً من المشرق والمغرب يجلس على التُّراب، وتحته رداءٌ كأنَّه أدنى الرَّعيَّة، أو من عامَّة الناس،
ولقد بُسِطت الدُّنيا بين يدي عمر ـ رضي الله عنه ـ وتحت قدميه، وفُتحت بلاد الدُّنيا في عهده، وأقبلت إِليه الدُّنيا راغمةً، فما طرف لها بعينٍ، ولا اهتزَّ لها قلبُه، بل كان كلُّ سعادته في إِعزاز دين الله، وكسر شوكة المشركين . (☆)
——————————————————————–
بسم الله و على بركة الله نبدأ معكم سيرة الفاروق
——————————————————————–
اسمه ونسبه وكنيته وألقابه
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قرُط بن رَزاح بن عدي بن كعب بن لؤي(1)، بن غالب القرشي العدوي…..(2)،
يجتمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب …(3)،
ويكنى أبا حفص(4)، ولقب بالفاروق(5)، لأنه أظهر الإسلام بمكة ففرّق الله به بين الكفر والإيمان(6).
————————-
مولده وصفته
ولد عمر رضي الله عنه بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة(7)
وأما صفته الخَلْقية، فكان رضي الله عنه، أبيض أمهق، تعلوه حمرة، حسن الخدين والأنف والعينين، غليظ القدمين والكفين، مجدول اللحم، وكان طويلاً جسيماً أصلع، قد فرع الناس، كأنه راكب على دابة، وكان قوياً شديداً، لا واهناً ولا ضعيفاً(8)،
وكان يخضب بالحناء، وكان طويل السَّبلة (9)
وكان إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع، وإذا ضرب أوجع ……….. (10).
———————-
أسرته
● أما والده، فهو الخطاب بن نفيل، فقد كان جد عمر نفيل بن عبد العزى ممن تتحاكم إليه قريش… (11)،
● وأما والدته فهي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة، وقيل بنت هاشم أخت أبي جهل ….(12)،
● والذي عليه أكثر المؤرخين هو أنها بنت هاشم ابنة عم أبي جهل بن هشام ….(13)،
● وأما زوجاته وأبناؤه وبناته:-
فقد تزوج في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة،
وتزوج مليكة بنت جرول، فولدت له عبيد الله، فطلقها في الهدنة، فخلف عليها أبو الجهم بن حذيفة،
وتزوج قُرَيْبة بنت أبي أمية المخزومي، ففارقها في الهدنة، فتزوجها بعده عبد الرحمن بن أبي بكر،
وتزوج أم حكيم بنت الحارث بن هشام بعد زوجها عكرمة بنأبي جهل حين قتل في الشام..(14)، فولدت له فاطمة، ثم طلقها وقيل لم يطلقها ….(15)،
وتزوج جميلة بنت(16) عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح من الأوس، وتزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل، وكانت قبله عند عبد الله بن أبي بكر …..(17)،
ولما قتل عمر تزوجها بعده الزبير بن العوام رضي الله عنه، ويقال هي أم ابنه عياض، فالله أعلم.
وكان قد خطب أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق، وهي صغيرة وراسل فيها عائشة فقالت أمُّ كلثوم : لا حاجة لي فيه، فقالت عائشة أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم، إنه خشن العيش،…
فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص، فصدّه عنها ودلّه على أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال: تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخطبها من علي فزوجه أياها فأصدقها عمر رضي الله عنه أربعين ألفاً، فولدت له زيداً ورقية ..(18)
وتزوج لُهْيَة امرأة من اليمن فولدت له عبد الرحمن الأصغر، وقيل الأوسط. وقال الواقدي : هي أم ولد وليست بزوجة….(19)،
قالوا : وكانت عنده فكيهة أم ولد، فولدت له زينب قال الواقدي: وهي أصغر ولده..(20)،
فجملة أولاده رضي الله عنه ثلاثة عشر ولداً، وهم :
زيد الأكبر، وزيد الأصغر، وعاصم، وعبد الله،
وعبد الرحمن الأكبر، وعبد الرحمن الأوسط،
وعبد الرحمن الأصغر، وعبيد الله، وعياض،
وحفصة، ورقية، وزينب، وفاطمة رضي الله عنهم،
ومجموع نسائه اللاتي تزوجهن في الجاهلية والإسلام ممن طلقهن أو مات عنهن سبع …(21)،
وكان رضي الله عنه يتزوج من أجل الانجاب، والإكثار من الذرية، فقد قال رضي الله عنه: ما آتي النساء للشهوة، ولولا الولد، ما باليت ألا أرى امرأة بعيني….(22)،
وقال رضي الله عنه: إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبحه وتذكره …(23).
—————-
حياته في الجاهلية
أمضى عمر رضي الله عنه في الجاهلية شطراً من حياته، ونشأ كأمثاله من أبناء قريش، وامتاز عليهم بأنه كان ممن تعلموا القراءة وهؤلاء كانوا قليلين جدا ً .. (24)،
وقد حمل المسؤولية صغيراً، ونشأ نشأة غليظة شديدة، لم يعرف فيها ألوان الترف، ولا مظاهر الثروة ودفعه أبوه الخطاب في غلظة وقسوة إلى المراعي يرعى إبله،..
وتركت هذه المعاملة القاسية من أبيه أثراً سيئاً في نفس عمر رضي الله عنه، فظل يذكرها طيلة حياته،..
فهذا عبد الرحمن بن حاطب يحدثنا عن ذلك فيقول : كنت مع عمر بن الخطاب بضجنان …(25)،
فقال: كنت أرعى للخطاب بهذا المكان، فكان فظاً غليظاً فكنت أرعى أحياناً وأحتطب أحياناً.. (26)
ولأن هذه الفترة كانت قاسية في حياة عمر، فإنه كان يكثر من ذكرها ..
يحدثنا سعيد بن المسيب رحمه الله قائلا ً:
حجّ عمر، فلما كان بضجنان قال :
” لا إله إلا الله العلي العظيم، المعطي ما شاء، لمن شاء. كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي، في مدرعة صوف، وكان فظاً، يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أمسيت ليس بيني وبين الله أحد ”
ثم تمثل:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته
يبقى الإله ويُردى المال والولد
لم تُغن عن هرمز يوماً خزائنه
والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له
والإنس والجن فيما بينها بردُ
أين الملوك التي كانت نواهلها
من كل أوب إليها راكب يفد
حوضاً هنالك، مورود بلا كذب
لابد من ورده يوماً كما وردوا …(27)
ولم يكن ابن الخطاب رضي الله عنه يرعى لأبيه وحده بل كان يرعى لخالات له من بني مخزوم وذكر لنا ذلك عن عمر رضي الله عنه نفسه حين حدثته نفسه يوماً وهو أمير المؤمنين أنه أصبح أميراً للمؤمنين فمن ذا أفضل منه…
ولكي يُعرِّف نفسه قدرها – كما ظن – وقف يوماً بين المسلمين يعلن أنه لم يكن إلا راعي غنم، يرعى لخالات له من بني مخزوم .!!!!
يقول محمد بن عمر المخزومي عن أبيه : نادى عمر بن الخطاب بالصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس، وكبروا، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على نبيه عليه الصلاة والسلام ثم قال :
“أيها الناس.. لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم، فيقبضن لي قبضة من التمر أو الزبيب، فأظل يومي
وأي يوم !!”
ثم نزل، فقال له عبد الرحمن بن عوف : يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمّأت نفسك – عبْتَ – فقال:
” ويحك يا ابن عوف!! إني خلوت فحدثتني نفسي : أنت أمير المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟فأردت أن أعرفها نفسها”
وفي رواية: إني وجدت في نفسي شيئاً، فأردت أن أطأطئ منها …(28).
ولا شك أن هذه الحرفة – الرعي – التي لازمت عمر بن الخطاب في مكة قبل أن يدخل الإسلام قد أكسبته صفات جميلة كقوة التحمل، والجلد وشدة البأس، ولم يكن رعي الغنم هو شغل ابن الخطاب في جاهليته …….(29)،
بل حذق من أول شبابه ألواناً من رياضة البدن، فحذق المصارعة، وركوب الخيل والفروسية، وتذوق الشعر ورواه……….(30)،
وكان يهتم بتاريخ قومه وشؤونهم، وحرص على الحضور في أسواق العرب الكبرى، كـ (عكاظ) و(مجنة) و(ذي المجاز)…
واستفاد منها في التجارة ومعرفة تاريخ العرب وما حدث بين القبائل من وقائع ومفاخرات ومنافرات ….(30).
واشتغل عمر رضي الله عنه بالتجارة وربح منها ما جعله من أغنياء مكة، وكسب معارف متعددة من البلاد التي زارها للتجارة، فرحل إلى الشام صيفاً وإلى اليمن شتاءً ..(32)
واحتل مكانةً بارزة في المجتمع المكي الجاهلي، وأسهم بشكل فعَّال في أحداثه، وساعده تاريخ أجداده المجيد، فقد كان جده نفيل بن عبدالعزى تحتكم إليه قريش في خصوماتها …(32)،
فضلاً عن أن جده الأعلى كعب بن لؤي كان عظيم القدر والشأن عند العرب، فقد أرّخوا بسنة وفاته إلى عام الفيل ……(34)،
وتوارث عمر عن أجداده هذه المكانة المهمة التي أكسبته خبرة ودراية ومعرفة بأحوال العرب وحياتهم، فضلاً عن فطنته وذكائه، فلجأوا إليه في فض خصوماتهم،…
يقول ابن سعد ( إن عمر كان يقضي بين العرب في خصوماتهم قبل الإسلام ) ….. (35).
وكان رضي الله عنه، رجلاً حكيماً، بليغاً، حصيفاً، قوياً، حليماً، شريفاً، قوي الحجة، واضح البيان، مما أهله لأن يكون سفيراً لقريش، ومفاخراً ومنافراً لها مع القبائل ….(36)،
قال ابن الجوزي : كانت السفارة إلى عمر بن الخطاب، إن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيراً، أو نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافراً ومفاخراً، ورضوا به رضي الله عنه . (37).
وكان يدافع عن كل ما ألفته قريش من عادات وعبادات ونظم وكانت له طبيعة مخلصة تجعله يتفانى في الدفاع عما يؤمن به، وبهذه الطبيعة التي جعلته يشتد في الدفاع عما يؤمن به،
قاوم عمر الإسلام في أول الدعوة، وخشي عمر أن يهز هذا الدين الجديد النظام المكي الذي استقر، والذي جعل لمكة بين العرب مكاناً خاصاً، ففيها البيت الذي يُحَجّ إليه والذي جعل قريشاً ذات مكانة خاصة عند العرب، والذي صار لمكة ثروتها الروحية، وثروتها المادية، فهو سبب ازدهارها، وغنى سراتها….
ولهذا قاوم سراة مكة هذا الدين، وبطشوا بالمستضعفين من معتنقيه وكان عمر من أشد أهل مكة بطشاً بهؤلاء المستضعفين ….(38).
ولقد ظل يضرب جارية أسلمت، حتى عيت يداه، ووقع السوط من يده، فتوقف إعياء، ومر أبو بكر فرآه يعذب الجارية، فاشتراها منه وأعتقها …(39).
لقد عاش عمر في الجاهلية وسبر أغوارها، وعرف حقيقتها، وتقاليدها وأعرافها ودافع عنها بكل ما يملك من قوة…
ولذلك لما دخل في الإسلام عرف جماله وحقيقته وتيقن الفرق الهائل بين الهدى والضلال والكفر والإيمان والحق والباطل ولذلك قال قولته المشهورة: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية . (40).
رضي الله عن أبي بكر و عمر وعثمان و على
وصلى الله على محمد و آله و صحبه
——————————————————————-
(1 ) الطبقات الكبرى لابن سعد (3/265) ، محض الصواب لابن عبد الهادي (1/131).
(2 ) محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (1/131).
(3) نفس المصدر (1/131).
( 4) صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب ص15 .
( 5) نفس المصدر ص15 .
(6 ) نفس المصدر ص15 .
(7) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص133 .
(8) الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب للعاني ص15 .
(9) السبلة: طرف الشارب وكان إذا غضب أو حزنه أمر يمسك بها ويفتلها.
(10) تهذيب الأسماء (2/14) للنووي، أوليات الفاروق للقرشي ص24 .
(11) نسب قريش للزبيري ص347 .
(12) أوليات الفاروق السياسية ص22 .
(13) نفس المصدر ص22 .
(14) البداية والنهاية (7/144).
(15) نفس المصدر (7/144).
(16) ترتيب وتهذيب البداية والنهاية خلافة عمر للسُّلمي ص7 .
(17) نفس المصدر ص7 .
(18) الكامل في التاريخ (2/212
(19) تاريخ الأمم والملوك للطبري (5/191).
(20) تاريخ الأمم والملوك (5/192).
(21) البداية والنهاية (7/144).
(22) الشيخان أبو بكر وعمر برواية البلاذري تحقيق الدكتور إحسان صدقي ص227 .
(23) فرائد الكلام للخلفاء الكرام، قاسم عاشور ص112 .
(24) الإدارة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب، فاروق مجدلاوي ص90 .
(25) ضجنان جبل على مسيرة بريد من مكة وقيل على مسافة 25كم.
(26) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (52/268)، حلقات ابن سعد (3/266) وقال الدكتور عاطف لماضة صحيح الإسناد.
(27) الفاروق مع النبي د. عاطف لماضه ص5 نقله عن ابن عساكر (52/269).
(28) الطبقات الكبرى لابن سعد (3/293) وله شواهد تقويه.
( 29) الفاروق مع النبي ص6 .
(30) التاريخ الإسلامي العام، علي حسن إبراهيم ص226 ، الإدارة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب ص90 .
(31) عمر بن الخطاب، حياته، علمه، أدبه، د. علي أحمد الخطيب ص153 .
(32) عمر بن الخطاب، د. محمد أحمد أبو النصر ص17 .
(33) الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، د. العاني ص16 .
(34 ) تاريخ خليفة بن خياط ص(1/7) نقلاً عن د. العاني ص16 .
(35) الخليفة الفاروق د. العاني ص16 .
(36) نفس المصدر ص16 .
(37) مناقب عمر ص11 .
(38) الفاروق عمر، عبد الرحمن الشرقاوي ص8 .
(39 ) نفس المصدر ص8 .
(40) الفتاوى (15/36)، فرائد الكلام للخلفاء الكرام ص144 .
(☆) التقوى و الزهد في حياة عمر بن الخطاب مدونات الجزيرة .
(☆☆) فصل الخطاب في سيرة ابن الخطابص20-14
——————————————————————-