المزيد

تصفية يحيى السنوار: مصير غامض لجثث قيادات المقاومة وأبعاد التفاوض بين حماس وإسرائيل

فاجأت إسرائيل العالم بإعلانها تصفية يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، الخميس الماضي، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول مصير جثته ومكان احتجازها. وصرح تشين كوجل، مدير المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل، لصحيفة “نيويورك تايمز” أن السنوار قُتل برصاصة في الرأس جنوب غزة خلال اشتباك مسلح، مضيفاً أن جثته سُلّمت إلى الجيش الإسرائيلي بعد تشريحها، ولكنه لم يُدلِ بمزيد من التفاصيل حول مكان حفظها.

ويعتقد خبراء أن إسرائيل لن تحتفظ بجثة السنوار في مكان معروف قد يتحول إلى مزار رمزي للمقاومة الفلسطينية في المستقبل، ما يثير التساؤلات حول مصير جثث قادة آخرين لحزب الله وحماس، مثل إسماعيل هنية، محمد الضيف، صالح العاروري، وحسن نصر الله وغيرهم، الذين استهدفتهم إسرائيل منذ بداية الصراع في أكتوبر العام الماضي.

الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي وضابط حفظ السلام السابق، أوضح أن الكتيب العسكري الإسرائيلي لقانون الحرب المعدل عام 2006 ينص على دفن ما تسميه إسرائيل بـ”المقاتلين غير الشرعيين” في مقابر خاصة تُعرف بمقابر “الإرهابيين”. إلا أن سلامة أشار إلى أن إسرائيل تتصرف في النهاية وفقاً لمصالحها الاستراتيجية، والتي قد تتجاوز أحياناً القوانين العسكرية المحلية.

وأشار سلامة إلى أن إسرائيل قد تستخدم الجثث المحتجزة لديها كورقة تفاوض لتبادلها مع الأسرى أو الجثث الإسرائيلية المحتجزة لدى الأطراف المتصارعة، مستشهداً بصفقات سابقة مثل الصفقة التي أبرمتها مع حزب الله، حينما تبادلت جثة نجل حسن نصر الله مع عدد من الأسرى والجثث الإسرائيلية.

وأضاف أستاذ القانون الدولي أن جثث قادة حزب الله وحماس الذين تم اغتيالهم في إيران أو لبنان تظل تحت تصرف المقاومة ولا تخضع لسيطرة إسرائيل، في حين تبقى جثث القادة الذين اغتيلوا في غزة أو اعتقلوا مثل محمد الضيف ويحيى السنوار لدى إسرائيل، حيث تُدفن في مقابر “الإرهابيين” التي أقرها الكتيب العسكري الإسرائيلي. هذا الوضع يتيح لإسرائيل استخدام هذه الجثث كورقة تفاوضية في صفقات مستقبلية، مما قد يشمل تبادل رفات وأسرى مع حركة حماس.

ويفتح هذا التصعيد الباب أمام تكهنات حول الشروط التي قد تتضمنها الصفقات المحتملة بين حماس وإسرائيل، بما في ذلك تبادل الأسرى والجثث في إطار التفاوض المتجدد بين الجانبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى