تعرف على قصة السفاحتين ريا وسكينة وقضية هزت الرأي العام في مصر
تعرف على قصة السفاحتين ريا وسكينة وقضية هزت الرأي العام في مصر ..
ريا و سكينة والجريمة البشعة التي هزت مصر :
جريمة إنسانية بشعة هزت مصر تعد من أكثر الجرائم التي اقشعرت لها الأبدان على مر التاريخ المصري ، ليست فقط لأنها شهدت مقتل 17 امرأة ، ولكن لأن أبطالها سيدتان كانتا أول امرأتان تنفذ فيمها حكم الإعدام في تاريخ مصر . ريا وسكينة السفاحتان اللتان قتلتا النساء بمشاركة أزواجهن ، من أجل الحصول على مصوغات الضحايا من مجوهرات و حلي ، و على مدار عام كامل ، قاموا بقتل سبعة عشرة امرأة وحفروا قبورا لجثث النساء في مكان إقامتهم، حيث يأكلون، ويشربون، ويمارسون حياتهم الطبيعية فوق جثث الموتى !! لنتعرف على المزيد من خلال السطور التالية :
بدأت العصابة الإجرامية العمل فى الإسكندرية لأكثر من ثلاث سنوات، وذلك بعد القدوم من صعيد مصر إلى بنى سويف وكفر الزيات لتتزوج ريا حسب الله سعيد مرعى، بينما شقيقتها سكينة عملت فى بيت دعارة حتى سقطت فى حب أحد الرجال. انتقلت ريا بصحبة زوجها، وسكينة بصحبة عشيقها للعديد من الأماكن التى كانتا تستقطبان فيهما الضحايا، وشهدت أربعة منازل فى الإسكندرية هذه الجرائم بعد انتقال السفاحتين للسكن فيها , ومنها سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية،
هو الذى اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما، وعناوين البيوت هى: 5 شارع ماكوريس فى حى كرموز، 38 شارع على بك الكبير، 16 حارة النجاة، 8 حارة النجاة. وكانت ريا تذهب إلى السوق لتختار ضحاياها ، على ان تكون الضحية متزينة بحلى و مجوهرات كثيرة، فتقوم ريا بالحديث إليها و التقرب منها، ومن ثم تعرض عليها أوانٍ من المنطقة الجمركية تدعى أنها بأسعار رخيصة لتستدرج الضحية الى منزلها ، لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابى حسان و عبدالرازق يوسف . و توالت البلاغات عن النساء المختفية و تكرار اسم ريا و سكينة في محاضر البلاغات ان الضحايا كان آخر ظهورهن مع ريا و سكينة !!
الى ان جاءت المفاجأة المدوية بعثور عسكرى الدورية فى صباح 11 ديسمبر 1920 على جثه امرأة بها بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء.وتوالت المفاجآت بقدوم رجل يدعى أحمد مرسى عبده يتقدم ببلاغ إلى قسم اللبان يقول إنه أثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه عثر على عظام آدمية فى البيت الذى كان يستأجره رجل اسمه محمد أحمد السمنى الذى كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء سكينة بنت على، خاصة أنها هى التى استأجرت الحجرة التى عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط !!
و يبدأ رجال البوليس في البحث عن الدلائل وراء مقتل تلك الضحايا الى ان لاحظ أحد المخبرين ويدعى أحمد البرقى انبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة ريا بالدور الأرضى بشارع على بك الكبير، ما أثار شكوكه و يعلم اليوزباشى إبراهيم حمدى بهذا الامر ، فيأمر بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة ليكتشف أن بلاط الحجرة حديث العهد، وتصاعدت رائحة العفونة بشكل لا يحتمله إنسان، وحينها ظهرت جثة امرأة ظهر على ريا الارتباك و تم القبض عليها و يتم العثور على ختم حسب الله المربوط بمكان الجريمة !!
و يتضح من ذلك سقوط الختم أثناء دفن الجثث !! وتعترف ريا فى القسم بالجرائم بعد اكتشاف الجثة الثالثة وأمرت قوات الأمن وحكمدار الإسكندرية بالتفتيش تحت بلاط كل الأماكن التى سكنت فيها السفاحتان ليتم العثور على العديد من الجثث أسفل البلاط، ويعثر الملازم أحمد عبدالله من قوة المباحث على مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها فى بيت عرابى، كما عثر نفس الضابط على أوراق وأحراز أخرى فى بيت باقى المتهمين .
الطفلة “بديعة” و كلمة السر !!
هذا وكانت “بديعة” ابنة “ريا” هي كلمة السر التي حلت لغز اختفاء و مقتل سبعة عشرة امرأة فهي من قام بالاعتراف و الادلاء عنهم ، و “بديعة” هي ابنة ريا التي احبت أمها حباً جما ًبالرغم من تصرفات الأم البشعة معها ، و هي طفلة عانت الظلم و الفقر و الجفاف العاطفي من قبل أسرتها و من الذنب الكبير الذي تحملته بداخلها بسبب ما فعلته بعائلتها و رأته عيناها و ادلائها باعتراف و شهادة ادت بأسرتها الى حبل المشنقة .
العقاب و النهاية :
وفى 16 مايو 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339 صدر حكم الإعدام بحق ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية الذين شاركوا فى عمليات القتل ، بينما حكم على حسن على محمد الصائغ بخمس سنوات فى السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا ، في حين برئت المحكمة ثلاثة أشخاص أخريين كانوا على علاقة بالمجرمين و تم إخلاء سبيلهم .
اما الطفلة بديعة فبعد ان تم تنفيذ الاعدام في ذويها و اضحت يتيمة بلا أهل ، وقد قام البوليس بايداعها الملجأ العباسي و ظلت الست مريم صديقة خالتها سكينة تتردد عليها ، و تزورها بصفة مستمرة و لكن بعد عدة أشهر قال القدر كلمته و أشتعلت النيران في الملجأ العباسي و توفي الكثير من الأطفال اليتامي و كان من بينهم أشهر طفلة في التاريخ تسببت شهادتها في اعدام جميع أهلها و هي الطفلة بديعة ابنة ريا همام .