حوارات و تقارير

المقعد البدوي .. تراث عريق تتوارثه الأجيال داخل القبائل

 المقعد البدوي أحد النقاط الرئيسية في حياة القبائل البدوية، وإلى وقتنا هذا مازال متواجد كل منطقة يتجمع فيها البدو، يستقبلون فيه الضيوف وعابري السبيل ويجتمع فيها أفراد القبيلة، للتشاور في أمور الحياة وتلبية أساسيات  القبيلة، كما يدل هذا المقعد على حسن استقبال الأشخاص وإكرام الضيف عند قبائل سيناء، وبالرغم  من التقدم وتأثر البدو بالحياة الحضرية الحديثة، إلا أنهم يحافظون على العادات الخاصة بهم وهوايتهم وتطبيق جميع طقوسهم.

نستعرض من خلال موقع صوت القبائل العربية أبرز مميزات المقعد البدوي..

يعمل المقعد البدوي على زيادة توطيد أواصر الود والاحترام بين القبائل البدوية

كما يحرص  الأهل والأقارب والجيران  على التواجد في هذا المقعد في جميع المناسبات من أفراح وأعياد. كما يتم حل المشاكل وإجراء  جلسات صلح داخل هذه المجالس.

 

 

المقعد البدوي لاستقبال الضيوف

وفي هذا السياق قال محمد فتيح من قبيلة الجبالية،  إن جميع  بيوت سيناء يوجد بها المقعد البدوي. ويختلف المقعد البلدي ما بين المقعد الخاص بكل بيت ومنزل لأفراد القبيلة يكون صغيرا بداخل المنازل والبيوت البدوية. وهناك المقعد المخصص لكل تجمع سكنيز لافًتا إلى أن البدو حرصوا علي بناء المقعد لاستقبال الضيوف من عابري السبيل والمسافرين ويضم جميع المرافق والخدمات.

وفي سياق متصل أوضح  الشيخ حميد أبو غلبه، من بدو سانت كاترين، إنه يفضل ان يكون المقعد البدوي أو المضيفة بالقرب من الطريق في مقدمة المنازل. وهذا ما يوضح حرص البدو على كرم الضيافة لعابري الطرق وزوار سيناء. منوهًا أن المقعد البدوي إرث أجدادنا القدماء. و يجب المحافظة عليه لأنه شئ طيب يؤلف بين القلوب. كما تقوم القبائل بدعوة أبناء القبائل الأخرى لمشاركتهم الطعام والتسامر. ويحدث ذلك الأمر بكثرة خلال الشهر الفضيل.

المقعد البدوي .. تراث عريق تتوارثه الأجيال داخل القبائل

وأكد أبو غلبه،  ان المقعد البدوي لا يقتصر على تقديم الطعام فقط بل يعمل على توصيل أواصر الود بين أفراد القبيلة عندما يجتمعون فيه، ويحرص الرجال في مختلف القبائل على اصطحاب أبنائهم إلى هذه المقاعد البدوية، وذلك من أجل الحفاظ على هذه العادات لتكون إرث بين الأجيال القادمة.

كما قال أبو غلبة، تتمثل  المقاعد البدوية في تقديم الطعام للضيوف بالتبادل بين أفراد القبيلة. حيث يقوم صاحب كل بيت في القبيلة علي خدمة المقعد من فرش المفارش وإحضار الماء وإشعال النار وتجهيز الشاي ثم إحضار مائدة طعام عشاء و يكون هذا بعد صلاة العشاء. منوهًا إنه في شهر رمضان تكون أجواء المقعد لها طابع خاص. فنجد أن الجميع يستعد لهذا الشهر الكريم فالرجال يجتمعوا في هذا المقعد. ويقوم كل بيت من بيوت القبيلة بإحضار الطعام للصائمين. ويجتمع الجميع في جلسه يغمرها الحب والتقدير.

كما أضاف أبو غلبة، أنه يتم داخل   المقعد البدوي فض الخلافات بين القبائل. وإجراء جلسات الصلح بين الناس عن طريق القانون العرفي، وكذلك مراسم الخطبة والزواج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى