شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية: آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري
أسماء صبحي
شهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية تطورًا ملحوظًا في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وهذا التعاون يمثل نموذجًا يحتذى به في المنطقة، حيث يمكن للشراكة الاستراتيجية والاستثمارات المتبادلة أن تعزز التنمية والازدهار في كلا البلدين. ومع زيادة التحديات الاقتصادية، يبرز أهمية هذه العلاقات لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
تتعدد مجالات التعاون بين البلدين، حيث تركز على الاستثمار والطاقة والنقل. وقد استطاع البلدان تعزيز التعاون الثنائي، ما يعكس التزامهما بتحقيق التنمية المستدامة. ويأتي هذا التقدم في وقت تتطلب فيه الظروف الإقليمية تكاتف الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، مما يجعل التعاون المصري السعودي أكثر أهمية من أي وقت مضى.
العلاقات بين مصر والسعودية
وفي هذا السياق، أكد الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية في تحقيق التنمية المستدامة. مشيرًا إلى أن العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية تظهر الحاجة الملحة لتعزيز التعاون، حيث يُعتبر الاستثمار المحرك الرئيسي للنمو.
وتحدث جاب الله، عن المشاريع الكبرى مثل مشروع “نيوم” السعودي، والتي تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والسياحة. كما أشار إلى سعي مصر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، خاصةً بعد اكتشافات الغاز في شرق المتوسط.
طفرة ملحوظة في التعاون الاقتصادي
من جهته، أكد الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 8.4 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، مما يعكس نموًا قويًا في العلاقات التجارية. وشدد على ضرورة العمل المستمر لتذليل أي تحديات قد تواجه التعاون الاقتصادي، بما في ذلك تشجيع الاستثمارات المشتركة وتعزيز البيئة الاستثمارية.
وأوضح الإدريسي أن تشكيل مجلس التنسيق الأعلى بين مصر والسعودية يعزز التعاون في مجالات متعددة. ولفت إلى أن هذه الجهود لتحقيق التكامل الاقتصادي ستؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة، مما يسهم في التنمية المستدامة لكلا البلدين.
كما أشاد الإدريسي بالاستثمارات السعودية في مصر، التي شهدت طفرة ملحوظة بعد توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، موضحًا وجود خطط لضخ استثمارات جديدة بقيمة 15 مليار دولار تستهدف قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والسياحة والصناعة والتطوير العقاري.
مصر وجهة جاذبة للاستثمارات
وأكد الدكتور محمد سعد الدين، نائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، أن مصر تعد وجهة جاذبة للاستثمارات بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها، حيث تتجاوز الاستثمارات السعودية في مصر 35 مليار دولار. وأشار إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتحسين المناخ التشريعي وتبسيط الإجراءات، مؤكدًا أهمية توقيع اتفاقيات تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة.
وأكد سعد الدين، على ضرورة دعم الصناعات المحلية من خلال استثمارات سعودية، مما يسهم في خلق المزيد من فرص العمل وتنمية الاقتصاد. كما دعا إلى التنسيق بين الحكومتين والقطاع الخاص لضمان تحقيق الأهداف المشتركة، مع التركيز على وجود استراتيجيات واضحة وآليات عمل فعالة لتعزيز التعاون.