كتابنا

الموسوعه الشامله للحضاره الاسلاميه

الموسوعه الشامله للحضاره الاسلاميه

دور وقصور الشاطئ الجنوبي لبركة

الأزبكية بالقاهرة المحروسة

 

على الشط الجنوبى لبركة الأزبكية

كانت دار الشرايبى وأسرة الشرابية

كانت أسرة غنية أغلبها تجار

دار الشرايبى دار واسعة وكبيرة

تجمع حبايب كتير الأديب والأميرة

وفيها يدور الحوار بين كبار التجار

عن البن والكهرمان والسوق والموازين والكل قاعد بيشرب القهوة فى الفناجين

أصل الشرايبى كريم

والبن عنده كتير

ساده وبالحبهان

اشرب عند الشرايبى أحلى فنجان

البن ده يمنى والشرايبى أصيل

تعالوا بنا نتعرف على أجمل وأشهر الدور على الشاطىء الجنوبى لبركة الأزبكية ١

ومن الدور العظيمة على الشاطىء الجنوبي لبركة الأزبكية وتوارث سكناها أغنى أغنياء مصر في القرن 12 هـ/18م دار الشرايبي وكان أشرة الشرايبي أكبر تجار مصر في ذلك القرن، وهذه الدار كما يقول الجبرتي ” هي أحدى دور المجد والفخر والعز، وكانت تتكون من اثنى عشر مسكناً متجاوراً كل مسكن منها كان بيتاً متسعاً على حدته، وكان هذه الدار ملتقى أمراء مصر وأدبائها وضيوفها، وكانت تقع مقابل جامع أزبك.

ثم انتقلت ملكية الدار إلى الأمير رضوان كتخدا الجلفي (ت 1168هـ/1755م)، فأدخل عليها تعديلات ووسع حدائقها وأباحها للنزهة لكافة الناس وخاصة أيام الفيضان، وكان على باب هذه الدار العمودان الملتفان المعروفة عند أولاد البلد بثلاثة ولية، وعقد على مجالسها العالية قباباً عجيبة منقوشة بالذهب والأزورد والألوان والزخارف الدقيقة وعمل بواتك على البركة مباشرة كانت بمثابة سوق عامرة وقت الفيضان، وكان هذه الدار بفخامتها وبذخ أثاثها موضعاً للشعراء.

ثم أنتقلت ملكية الدار بعد ذلك للأمير محمد بك أبو الذهب الذي كان قد تزوج محظية رضوان كتخدا المذكور، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الأمير طاهر باشا الكبير ثم على ملك أحمد باشا طاهر فهدمها ووسعها بدور بجوارها وشيدها مرة أخرى وأحكم بناءها واستمرت بيد ورثته إلى أن اشتراها عباس باشا الأول فهدمها ووسعها وبناها بناءاً فخماً لوالدته، ومنذ ذلك الوقت أطلق على تلك المنطقة اسم العتبة الخضراء بدلاً من العتبة الزرقاء، وبقيت الدار إلى زمن الخديوي اسماعيل، ثم لما حصل التنظيم بالأزبكية أخذ منها جزء كبير بسبب التنظيم وبقى منها جزء كان به المحكمة المختلطة. ويمثل موقعها الآن الحديقة التي تقع وسط الميدان العتبة وجزء من مبنى مطافىء القاهرة ورقم الموسكي.

وكما كان ابراهيم كتخدا الانكشارية شريكا لرضوان كتخدا في ممارسة السلطة فقد جاوره في الاقامة الأزبكية أيضاً فكان بيته مجاورا لبيت رضوان، وبيت ابراهيم كان في الأصل ملك محمد شلبي بن ابراهيم الصابونجي، وقد أعطى وجود هذان الأميران الشريكان لحى الأزبكية في منتصف القرن 12هـ/18م مكانة اجتماعية كبيرة استمرت بعد ذلك. وكان للأمير عثمان كتخدا القازدوغلي أراضي وحدائق ومباني عديدة مبانى عديدة بدرب عبدالحق السنباطي مجاورة لأملاك السادة البكرية، كان قد حصل عليها بطريق الشراء والاستبدال وأقام بجوارها جامعة برصيف الخشاب المطل على البركة من جانبها الجنوبي الغربي، وألحق به سبيلاً وكتاباً وبنى بجواره أيضاً حماماً، كما أنشأ على شاطى البركة الجنوبي قصراً ذا قاعات ومقاعد ومناظر مطلة مباشرة على البركة بالإضافة لذل أنشأ منشآت تجارية مثل الحوانيت المتاخمة للجامع وربع كبير وحوشين وساقية وفرن واسطبلات وغير ذلك. وقد اندثرت كل تلك المنشآت ما عدا الجامع المعروف الآن بجامع الكيخيا ويطل على شارعي الجمهورية وقصر النيل، وكان بدأ بنائه سنة 1145هـ/1732م، واحتفل بتلك المناسبة احتفالاً كبيراً، وقد أوقف عليه الأمير أوقافاً عديدة.

ومن الدور الكبيرة التي كانت تشرف على البركة بدرب عبدالحق الدار التي أنشأها على بك الكبير بجوار بيت البكرية، وقد توفى بها سنة 1187هـ/1873م وقد أنشأها لمحظيته نفيسة خاتون وألحق بها حوضاً وساقية وطاحون. ولما مات على بك الكبير تزوج الأمير مراد بك من نفيسة خاتون وأقام معها بالرغم من أنه كان يملك بيتين أخرين بنفس المنطقة، وكان علي بك يعقد الديوان بهذه الدار حتى كادت أن تكون مقر الحكومة، وكانت هذه الدار مجاورة لدار السيد خليل البكري وكلاهما هدم عند الأزبكية ومحلهما عند ميدان الأوبرا الآن ٢.

————————

١- مقدمة بقلم رمضان رشدان

٢ – د. محمد الششتاوي، متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني، القاهرة: دار الآفاق العربية، 1999، ط1، ص 163- 166.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى