كرسي عشاء من النحاس المكفت بالفضه للسلطان الناصر محمد بن قلاوون من العصر المملوكي
كرسي عشاء من النحاس المكفت بالفضه للسلطان الناصر محمد بن قلاوون من العصر المملوكي
بقلم حازم الصايغ
عضو في فريق الاثريين لنشر الوعي الاثري وإحياء التراث
– شهدت الصناعات المعدينة في مصر خلال العصر المملوكي أزهي عصور الازدهار فقد أنتج في هذا العصر كميات رائعة من التحف النحاسية المكفتة التي صنعت في القاهرة مثل الكراسي والصناديق والشماعد والالواح النحاسية
– وهذه الفنون بلغت جودتها وجمالها في النصف الاول من القرن ٨ه / ١٤م خلال عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ومن روائع هذا العصر كرسي عشاء مصنوع من النحاس المكفت بالفضة للسلطان الناصر محمد بن قلاوون
– السلطان الناصر محمد بن قلاوون هو تاسع سلاطين الدولة المملوكية البحرية تولي الحكم ثلاث مرات المره الاولي :- (693 هـ / 1293م – 694 هـ / 1294م) المره الثاني :- ( 698 هـ / 1299م – 708 هـ / 1309م)
المره الثالث :- ( 709 هـ / 1309م – 741 هـ / 1341م)
وشهدت مصر في عهده نهضة حضارية وعمرانية لم تشهدها في عهد أي سلطان آخر من سلاطين الدولة المملوكية
– اما كرسي العشاء الخاص بالسلطان فهو مصنوع من النحاس الاصفر المكفت بالفضة وصنع هذا الكرسي في القاهرة علي يد محمد بن سنقر البغدادي السنكري سنة ٧٢٨ه / ١٣٢٧م وتم العثور عليه في بيمارستان والده السلطان المنصور قلاوون ومحفوظ حاليا في متحف الفن الاسلامي في القاهرة
– الكرسي ذات شكل سداسي الأضلاع و يتوسط سطح الكرسي كتابة دائرية مشعة بالخط الكوفي عليها اسم السلطان محمد مكتوب داخل دائرة ويعطي الشكل المشع للكتابة شكلا زخرفيا حيث تبدو كأنها أشعة الشمس تشع من قرصها الأوسط
– ويؤطر سطح القطعة كتابة بخط الثلث تضم اسم السلطان وألقابه العديدة نصها ( عز لمولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المنصور سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والمشركين محي العدل في العالمين، مجير المظلومين من الظالمين، ناصر الملة المحمدية، ناصر الدنيا والدين ابن السلطان الملك المنصور قلاوون الصالحي )
– ويضم كل سطح جانبي من الأسطح الستة للقطعة أربع حشوات زخرفية مرتبة رأسياً فوق بعضها البعض ويتوسط أحد هذه الأسطح باب صغير ذو مصراعين معقودين يفتح على رف داخلي
– وتزخرف الحشوات بزخارف مفرغة من الأرابسك تتكون من أوراق وفروع نباتية متداخلة وبأزهار اللوتس بالاضافة الي زخارف جامات دائرية بدخلها رسوم بطات صغيرة وزخارف كتابية
– ويرتكز الكرسي على ستة قوائم قصيرة تعلو أرجلها وسجلت عليها كتابات تشير إلى اسم الصانع وألقابه وتاريخ صناعة الكرسي نصها (عمل العبد الفقير الراجي عفو ربه المعروف بابن المعلم الأستاذ محمد بن سنقر البغدادي السنكري وذلك في تاريخ ثمان وعشرين وسبعمائة في أيام مولانا الملك الناصر عز نصره)
– وقد استخدم هذا الكرسي لحمل صواني الطعام كانت توضع فوقها ولحمل المصاحف أو المشاعل المضاءة ليلاً في المساجد والقصور وكذلك لحمل أواني الشراب أو الزهريات أو المباخر وقد استخدم لحمل مثل هذه الأشياء في القصر السلطاني الخاص بالناصر محمد أو في مدرسته