حوارات و تقارير

دبي والشموخ الإنساني في ” إكسبو”

تواصل العقول وصنع المستقبل في دبى

حاتم عبدالهادى السيد
 
دبى حاضرة المستقبل نحو المدينة العالمية، تفتح صدرها كيمامة للحب والسلام والعلم والثقافة، تتلألأ عبر كونية العالم لتقدم الجديد، والمدهش، والمثير، وغير المسبوق تاريخياً، وثقافياً، وحضارياً.
 
واليوم تشهد “دبي” ودولة الإمارات العربية المتحدة حدثاً تاريخيا فريداً، بل هو الأكبر في العالم، بتواجد معرض ” إكسبو ” على أراضيها، لذا رأيناها تهدى للعالم مقراً كونياً عبر القارات؛ يتسع ليشمل كل ما هو جديد نحو تقدم البشرية، لتصبح – كما هى دوماً – عاصمة للعلم والثقافة”؛ بل عاصمة للخلود الإنسانى والحضارى السامق، الشاهق، والجميل أيضاً .
 
إنها دبي “عروس البلا” ، وعنوان الحضارة والتمدين في العالم، تستضيف المعرض الأكبر عالمياً، بل وتحويه لتصبح “دبى هى إكسبو.. وإكسبو تعنى دبى”.
 
لقد اكتسبت ” دبى ” ثقة العلم بلا حدود “، وتربعت عرش العالم بإقامتها أكبر صرح اقتصادى، ثقافى، علمى، فنى، وتنموى، وعابراً للقارات والحضارات، عبر هذا الحدث الأهم في تاريخ العالم والكون، ولعلنا نكشف الستار عن هذه المسيرة الرائعة لدولة الإمارات العربية وحاكمها الرائع، وولى عهدها المستنير؛ لنتعرف إلى هذا الصرح الإنسانى العلمى الثقافى الأشهر في العالم ، والذى يقام على أرض ” دبى ” لتكون لها الصدارة و ” درة التاج ” في احتواء هذا الحدث الأهم ؛الذى يعقد كل خمس سنوات ولمدة ستة أشهر في العالم في إحدى المدن الكبيرة عالمياً وتاريخياً وهي دبي، إذ تفوز بهذا الشرف الرفيع، فإنما تقدم الجديد والماتع، والتغايرى في تاريخ ” إكسبو ” العابر للقارات والحضارات” منذ عام 1851م، وهو بذلك يعد أكبر وأقدم معرض في التاريخ والوجود الإنسانى .
 

معارض إكسبو

هذا وتعتبر معارض إكسبو من أكبر وأهم المعارض والحدث الأكبر الدولى ، حيث يقام المعرض كل خمس سنوات وذلك منذ انطلاق أول معرض عام 1851 في لندن، والذى عرف باسم «المعرض العظيم».
 
ولقد فازت دبى بشرف تنظيمه في التصويت الذي جرى بالعاصمة الفرنسية باريس على ثلاث جولات، حيث حصلت دبى في الجولة الأخيرة على 126 صوتا مقابل 47 لمنافستها مدينة “إيكاترينبرج” الروسية.
 
وترتكز الفكرة الأساسية في المعرض حول تبادل الأفكار والاختراعات بين مختلف بلدان العالم، ولقد حازت دولة الامارات على دورها في استضافة اكسبو 2020 م ؛بفضل موقعها الاستراتيجي، حيث تقع على بعد ثماني ساعات عن ثلثي بلدان العالم، هذا فضلاً عن الخدمات والمرافق التي توفرها الدولة للزوّار من فنادق ومطاعم ومرافق ترفيهية، وبفضل التحديثات والتطورات التى أظهرتها خلال العقود الماضية، وغير ذلك .
 

التأثير الاقتصادي

وبحسب ” إكسبو ” والنواتج الإقتصادية على الإمارات، فمن المتوقع أن يكون التأثير الاقتصادي المباشر وغير المباشر الناتج عن اكسبو ٢٠٢٠ دبي سيصل إلى نحو 145 مليار درهم، وأن معرض اكسبو يرفع قيمة التجارة غير النفطية لدبي إلى 4.5 تريليونات درهم في 2020، خاصة في قطاع الاستثمار في الضيافة والطيران.
 
إلى جانب ما يتم حاليا في سنة 2019م، والسنوات الاثنين القادمة من تحسينات للبنية التحية والمواصلات والرفاهية والحداثة، نتيجة لتنظيم معرض اكسبو 2020 دبي من خلال المشاريع والمبادرات التي ستدعم موقع دبي على الخارطة العالمية ؛كواجهة سياحية واستثمارية؛ وإحدى أهم المدن الذكية في عام2020 م.
 
ونظراً لمكانة مصر التاريخية فقد خصصت الإمارات جناحاً كاملاً بإسم مصر، وهو جناح دائم يعتبر ترويجاً للإقتصاد المصرى، بما يعكس حجم الروابط التاريخية والإقتصادية والسياسية والثقافية بين الإمارات ومصر عبر مراحل التاريخ.
 
ولعل هذه اللفتة الرائعة من صاحب الفخامة ” أمير دبى ” يعكس حجم الترابط المصرى الإماراتى ، ويؤكد الدور المصري المحوري في الشرق الأوسط، ويعد بادرة طيبة من الإمارات ومدى وقوفوها الدائم – على مر الأزمنة مع مصر، كما يعكس حب المصريين لدولة الإمارات الشقيقة الشاهقة الجميلة .
 

حلقة وصل

ولعل كلمة ” الوصل ” وهو اسم دولة الإمارات قديماً لم يأت من فراغ، فهى حلقة الوصل بين الحضارات والثقافات، والطريق إلى الخلود العربى، والتعريف بالثقافة العربية الإسلامية، فالوصل من الإتصال ويعنى التواصل والمحبة والعطاء، وهذا ما شهدناه من دور تاريخى للإمارات العربية ليس مع مصر وحدها، بل مع دول الجوار، والأشقاء في القارة الإفريقية والأسيوية، فالإمارات هى رائدة العطاء الإنسانى لكل العرب والمسلمين في كافة مشارق الأرض ومغاربها؛ وهى – الآن – تتصدر المشهد الحضارى والثقافى والتاريخى، لكنها تنظر لجيرانها العرب ولا تفتئت حقهم وتقيم تشاركية كبرى مع كل الدول العربية والإسلامية، والجميع يثمن لها هذا الدور التاريخى الرائد.
 
وسوف تشارك مصر في فعاليات «إكسبو 2020» من خلال جناح مقام على مساحة 3 آلاف متر مربع وهى أكبر مساحة تحصل عليها مصر في تاريخ مشاركاتها السابقة في هذه المعارض، ويشمل الجناح 9 قطاعات رئيسية حيث يقام في جناح «الفرص» داخل المعرض، ولعل هذا الإهتمام بمصر يعكس روح التعاون والحب تجاه القطر المصرى الشقيق كذلك .
 
وإذا كان المعرض يرفع شعار : ” الفرص “، ” التنقل “، ” الإستدامة”، وهو ما حولته ” دبى ” إلى واقع عملى ملموس ، وجديد، أبهر العالم كله ، من خلال قاعات كبرى تحمل هذا الشعار الذى يدلل إلى العراقة والتواصل بين الشعوب والحضارات، وخلق الفرص الإستمارية، وعقد الصفقات التجارية، وتبادل الخبرات العلمية ، وتحفيز التقدم العلمى والتقنى ؛ بما ينعكس على اقتصاديات وثقافات الدول المشاركة، والعالم، وهو غرض كونى عالمى ، نبيل وشاهق .
 
وإذا كانت الإمارات تسعى – الآن – لإقامة اقتصاد قوامه الطاقات البشرية، بعد أن قدمت للعالم منبراً حيوياً للإبداع والعمل المشترك ، فإن معرض إكسبو سيوفر مشروعات دعم الإبتكارات، وسيتم عرض أحدث عروض المنتجات العالمية الصناعية؛ بالإضافة إلى تبادل الأفكار والخبرات، وتوفير الوظائف والفرص الجديدة لإقامة الأعمال، والمشاريع، ونشر الثقافات وعقد المعاهدات الكبرى ، وغير ذلك، لتظل ” دبى ” مركزاً للتنوع الثقافى، والتبادل العلمى والتفنى بما يعكس حوار الحضارات، ويقلل من الصراعات والحروب، ويقدم المنجز العلمى العالمى للجميع، ويقارب بين الدول في الطروحات ، بما يخدم البشرية جميعاً .
 

192 دولة مشاركة

وإذا ما علمنا تشاركية 192 دولة مختلفة في المعرض لعلمنا حجم المسئولية الكبرى التى تقع على المنظمين للمعرض العالمى الكبير ، والذى يمثل ” أم المعارض ” في العالم أجمع ، حيث تستعرض هذه الدول ثقافتها وفنونها وملامح التطور المختلفة التي تشهدها، كما يشهد ستة احتفالات كبرى بما في ذلك رأس السنة الميلادية، ورأس السنة الصينية.
 
ومن المتوقع أن تشهد أيام المعرض أكثر من 60 فعالية مختلفة يوميا، كما أن موقع إكسبو سيكون أول موقع تجارى يوفر تقنيات الجيل الخامس 5G في الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا؛ كما ستعكس أجنحة المعرض لكل هذه الدول كافة التقنيات الحداثية في العالم، وهو فرصة لجعل دبى : ” المدينة الذكية المركزية ” في العالم كله .
 
ولعلنا ننهى مقالنا بما قاله أ./ مانويل سالتشلي، المفوض العام للجناح السويسرى: «لطالما أثبتت دبي أنها مدينة طموحة ومبتكرة وقادرة على استضافة وتنظيم فعاليات من الطراز العالمي على غرار معرض دبي للطيران ،ومعرض دبي السينمائي الدولي، وبما قاله أ./جيري فرانتيسيك بوتوزنيك، المفوض العام لجناح التشيك : “إن دبي قدمت شعاراً مقنعاً جداً خلال مرحلة التنافس على استضافة معرض إكسبو الدولي إذ طرحت ما يلي: «لماذا إكسبو في دبي؟ وكان الجواب: لأن دبي هي بالفعل إكسبو.
 
ولعلنا بهاتين الشهادتين نقول : ستظل دبى قبلة للتنوير الثقافى في العالم، فهى قادرة على صنع المستقبل ، وهى قادرة – بشهادة خبراء العالم – لتمثل مرتكزاً للصناعة والتجارة والثقافة وكافة مناشط الحياة، وهى قبلة الإبداع والسياحة العالمية، وجاء الدور لتكون قبلة العالم لتتصدر الدول في مجال العلوم والفنون عبر توجه أنظار العالم أجمع ودوله إلى دبى( الوصل )؛ حلقة النور في شرفة العالم، والقمر المتلألأ، وشمسه التى تضىء سماوات الكرة الأرضية .
 
إنه الحدث الأهم، الأكبر والأجمل، لتصبح دبى “عروس الدنيا ” بدبى، التى يطمح العالم لخطب ودها وصداقتها، وهو طموح يسعى إلى تقدم الحضارة، لتسير عجلة التقدم إلى الأمام بقيادة ” دبى ” ، حلقة الوصل كما هو اسمها عبر التاريخ، الذى يسجل- اليوم – ويشهد ، ويقدم كل ما هو جديد ومدهش، ورائع لخدمة الإنسانية؛ عبر الكون والعالم والحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى