ذكرى سقوط الدولة الأموية.. نهاية أحد أكبر الدول الحاكمة في التاريخ

يصادف اليوم ذكرى سقوط ثاني دول الخلافة الإسلامية في التاريخ، “الدولة الأموية”، والتي تحل في 23 أبريل من عام 749م، وتعتبر الدولة الأموية واحدة من أعظم وأكبر الإمبراطوريات الحاكمة في تاريخ العالم الإسلامي، وكان بنو أمية هم أول أسرة حاكمة في العالم الإسلامي، حيث حكموا من عام 41 هـ (662م) حتى 132 هـ (750م)، عاصمتها كانت مدينة دمشق.
سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية سقطت الدولة الأموية على يد العباسيين الذين كانوا يطالبون بأحقية آل البيت في الخلافة، وبعد فشل عدة ثورات لمناصري سلالة علي بن أبي طالب، تحولت الدعوة إلى تأييد سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالخلافة، كما نجح جيش العباسيين بقيادة أبي العباس في هزيمة الجيش الأموي وقتل الخليفة مروان بن محمد.
كيف استطاع العباسيين هزيمة الأمويين؟
في كتاب “تاريخ مصر الحديث”، يذكر جورجي زيدان أن المنازعات على الخلافة ازدادت في فترة حكم مروان بن محمد، حيث كان أبرز هؤلاء المنازعين هو أبو العباس الهاشمي، الذي أصبح أول خليفة عباسي. كانت بداية تحركاته في خراسان بمساعدة أبي مسلم الخراساني، حيث أظهر شجاعة وحكمة قل نظيرها في تلك المرحلة، ما جعله يحظى بثقة الشعب. بعد أن حقق عدة انتصارات ضد جيش مروان، توجه إلى العراق وافتتح مدينة الكوفة، ثم سار إلى سوريا، حيث كانت جيوش مروان تتراجع أمامه.
عوامل سقوط الدولة الأموية
ووفقًا لما ذكره الدكتور علي إبراهيم حسن في كتابه “التاريخ الإسلامي العام”، فإن تعصب الأمويين تجاه العرب أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية، وهذا التعصب دفع الموالي، وهم غير العرب الذين دخلوا الإسلام بعد الفتح العربي، إلى الخروج ضد الدولة الأموية، ولم تكن الحركات المعارضة منسقة بشكل جيد في البداية، لكنها ازدادت قوة في آخر أيام حكم الأمويين مع تصاعد التوترات بين العرب والمولى.
الشعوبية والرد العنيف في عهد الدولة العباسية
وفيما يتعلق بتأسيس الدولة العباسية، يذكر الدكتور محمود خليف خضير الحياني في كتابه “الاستشراق والاستغراب” أن الكثير من القرائن التاريخية تشير إلى أن الدولة العباسية نشأت على أساس مناهضة العروبة.
وقد نشأت في تلك الفترة ظاهرة الشعوبية التي شجعت على معاداة العرب، كما كانت الشعوبية تروج لثقافة غير عربية في محاولة لرد فعل ضد التفوق العربي.
وقد عادت الفئات العربية في عهد العباسيين إلى الصحراء لتربية الإبل، مما يعكس تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا في تلك الحقبة.