إنجازات طارق بن زياد في معركة فتح الأندلس خلال شهر رمضان

شهد شهر رمضان في تاريخ الإسلام سلسلة ممتدة من الانتصارات والفتوحات العظيمة، غيّرت مسار العالم الإسلامي. من معركة بدر إلى فتح مكة، يتجلى في هذا الشهر الكريم بريق التاريخ الإسلامي وعظمته، حيث يتنفس فيها الأمة الإسلامية ذكريات الانتصارات والنصر والتوحيد.
في هذا السياق، يقدم التقرير كيف فتحت الأندلس والتي تعد أهم هذه الانتصارات التاريخية.
فكرة فتح الأندلس تعود إلى الفترة الزمنية لخلافة عثمان بن عفان، حيث كان عقبة بن نافع الفهري يطمح إلى اجتياز المضيق من إفريقيا إلى إسبانيا في حال تيسرت له الفرصة. قبل بدء عملية فتح الأندلس في عام 92 هـ بقيادة طارق بن زياد، أرسلت سرية استكشافية بقيادة طريف بن مالك في رمضان من العام 91 هـ لاستطلاع الأوضاع والظروف قبل دخول الأندلس. وقد وصلت هذه السرية أولًا إلى جزيرة طريف، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى قائد السرية، والتي تعرف اليوم باسم تاريفا.
تمكن طارق بن زياد من فتح الأندلس في شهر رمضان عام 92 للهجرة، بعد معركة استباقية ضد لذريق، ملك القوط. وقد أطلق اسم طارق على جبل في جنوب إسبانيا حيث تجمع جيش المسلمين قبيل توجههم نحو الأندلس.
وفي ذلك الوقت، كانت الأندلس تحت سيطرة القوط الجرمانية، وكان الشعب يعاني من الظلم والاستبداد من قبلهم، مما جعلهم يتقبلون الإسلام بسهولة وينضمون إليه، حيث ظهر العديد من علماء الأندلس الذين كانوا من أصول نصرانية.
يذكر كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، أن سفن المسلمين وصلت ورست قرب جبل طارق في شهر رجب من العام 92 هـ، وبعد هبوطهم بدأت الفتوحات في الجزيرة الخضراء ومناطق أخرى.
وخاض المسلمون معركة بريا ضد القوط، وهاجموا لذريق، ما أدى إلى مقتله، وفي معركة بربا استشهد 3 آلاف مسلم، حيث تُعتبر هذه المعركة انتصارًا كبيرًا للمسلمين في شهر رمضان من العام 92 للهجرة المباركة.