قصر رأس التين بالإسكندرية.. المقر الملكي الذي شهد بداية أسرة محمد علي ونهاية حكم الملك فاروق

ما أن تخطو داخل قصر رأس التين في مدينة الإسكندرية، ستشعر وكأنك عدت بالزمن إلى العصر الملكي بكل تفاصيله، حيث يعد من أقدم القصور الملكية في مصر، وأحد أبرز المعالم التاريخية في الإسكندرية، بحسب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية، فإن القصر هو الوحيد الذي عاصر نشأة أسرة محمد علي وازدهارها الذي امتد نحو 150 عاما، وقد شهد وفاة محمد علي باشا عام 1848، كما شهد أيضا إجبار الخديوي إسماعيل على مغادرة مصر عام 1879.
قصة قصر رأس التين بالإسكندرية
القصر كان شاهدا كذلك على نهاية الحكم الملكي، بعدما تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه أحمد فؤاد، قبل أن يرحل على متن اليخت الملكي المحروسة من ميناء رأس التين، متجها إلى منفاه في إيطاليا.
تاريخ القصر يعود إلى عام 1834، حين كلف محمد علي المهندس الفرنسي سير يزي بيك بتصميمه على هيئة حصن، واستغرق البناء 13 عاما ليكتمل عام 1847، ولم يبق من القصر القديم سوى البوابة الشرقية وبعض الأعمدة الجرانيتية.
في عهد الخديوي إسماعيل، تحول القصر إلى المقر الصيفي للأسرة الحاكمة، وأنشأ محطة سكة حديد داخله للانتقال إلى القاهرة، بينما قام الملك فؤاد الأول بتجديد القصر عام 1920.
أما تسميته برأس التين، فتعود إلى كثرة أشجار التين التي كانت مزروعة في تلك المنطقة.
وثق صانع المحتوى المصري حامد الرحمن محمد، الشهير بأحمد المصري، زيارته للقصر عبر إنستغرام، مؤكدا أن طراز العمارة الأوروبي يميز هذا الصرح الفريد، وقد أبرز لقطات للثريا العملاقة التي تزن 2.5 طن وتتدلى من قاعة القبة.
يضم القصر أيضا قاعة العرش، التي لا يوجد لها مثيل سوى في قصر عابدين، إضافة إلى قاعة العلم التي تحتفظ بعلم مصر في العهد الملكي، ووثيقة تنازل الملك فاروق عن العرش.
ويحتوي القصر على قطع أثاث فاخرة مستوردة، ومجموعة من التحف واللوحات الفنية النادرة التي تعكس قيمة تاريخية استثنائية، وأكد أحمد المصري أن كل زاوية في قصر رأس التين، تحمل حكاية من حقبة الملكية وتروي تفاصيل مرحلة صنعت تاريخ مصر.



