قبائل و عائلات

محمد على ومذبحة المماليك ( مذبحة القلعة )

محمد على ومذبحة المماليك ( مذبحة القلعة )
الجمعة 5 صفر سنة 1226 هـ الموافق 1 مارس لعام 1811م.
بقلم: د فتحي زغروت رحمه الله
كانت مذبحة المماليك في القلعة والتي خطط لها محمد على باشا سرا من أهم بواعث الحراك الإجتماعي منذ أنفراده بحكم مصر ، لقد وصلت العلاقة بينهما إلى طريق مسدود وكان من الصعب على المماليك أن يقبلوا بالأمر الواقع ، وعليهم الانزواء إلى السكون والدعة وينعمون بالحياة التي هيأها لهم محمد على ولكنهم تآمروا عليه وحاولوا اغتياله ، وقد فشلوا في ذلك وأيقن محمد على أنه لا أمل له في البقاء على عرش مصر إلا بالقضاء على المماليك الذين ينازعونه السلطة ، وهو إنسان فطر على الاستبداد ولا يقبل شريكا معه في الملك فأخذ يفكر في إحكام خطة للقضاء عليهم فكيف كانت تلك الخطة ؟ أعرب محمد على عن رغبته في الصلح مع المماليك والسماح لهم بالعودة إلى القاهرة ليعيشوا في وئام وقبلوا العرض وتوافدوا إلي القاهرة وخلعوا رداء الحرب وأصدر محمد علي بيانا بالأمان العام والصفح عن امراء المماليك ،
وفي يوم الجمعة 5 صفر سنة 1226 هـ الموافق 1 مارس لعام 1811م, قامت خطة محمد على باشا على السرية التامة ووضعت ترتبات المذبحة أثناء العرض العسكرى لكتائب الجيش بحيث يتحرك الموكب وفي طليعته فرقةالفرسان الدالاة ثم والي الشرطة ، ثم الأغا ( محافظ القاهرة ) ثم المحتسب ، ثم فرقة الوجاقلية ، ثم كوكبة من الجنود الأرناؤوط يقودهم صالح قوش ، ومن بعدهم جماعة أمراءالمماليك ، ومن بعدهم بقية الجنود الأرناؤوط فرسانا ومشاه ، وعندما حانت اللحظة الحاسمةأثناء العرض العسكرى دوى النفير ودقت الطبول ونهض محمد على فهب المماليك وقوفا ، وبادلوه عبارة الود والتحية وفي اللحظة المناسبة أنهمر الرصاص على المماليك من فوقهم وعن يمينهم وعن شمائلهم ومن ورائهم وسدت منافذ النجاة أمامهم وقضي عليهم جميعا وتكدست جثثهم بعضها فوق بعض وعددها 470 قتيلا ولم يفلت من المماليك سوي أمين بك الذي وصل إلى الموكب متأخرا فلما سمع أصوات الرصاص هرع إلى سور القلعة وهوى بحصانه إلى الأرض ونجا من الموت وهرب نحو سيناء .
آراء المؤرخين حول المذبحة
وقد اختلفت آراء المؤرخين في تلك المذبحة , فيقول عبد الرحمن الرافعي بعد أن شرح تفاصيل المذبحة بكل دقة: نحن لا نريد أن ندافع عن المماليك وقد سجلنا مساوءهم التي ارتكبوها ولكن مهما بلغت سيئاتهم فإن القضاء عليهم غدرا أمر تأباه الأنسانية ولو أن محمد على باشا استمر في محاربتهم وجها لوجه حتى يتخلص منهم في ميادين القتال لكان ذلك خير له ولسمعته ويري الرافعي أن مذبحة القلعة كانت نقطة سيئة في تاريخ محمد على .
بينما حاول بعض المؤرخين تبريرها بأن محمد على اضطر إلي ذلك دفاعا عن نفسه, فقد كادوا له حينما ذهب إلى السويس لتفقد السفن الناقلة للجنود المعدة لحرب الوهابيين في الجزيرة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى