قبائل و عائلات

قبائل المقارحة جذور عربية ممتدة من الجزيرة إلى شمال افريقيا

تعد قبائل المقارحة قبيلة عربية أصيلة من قبائل بني سليم من فخذ زغب، وقد هاجرت من شبه الجزيرة العربية إلى شمال افريقيا، وحملت معها صفات العروبة الواضحة من شجاعة وكرم وفزع ونخوة، مثلها مثل باقي القبائل العربية العريقة، وقد دخلت المقارحة إلى ليبيا باسمها المعروف دون تغيير منذ أول هجرة، وكان اسم المقرحي شائعا بين أبنائها قبل أن يستقر اسم مقراح الجد في الذاكرة القبلية، ومع تعدد الهجرات العربية اتجه جزء من المقرحيين من الجزيرة العربية إلى ليبيا، بينما بقي جزء آخر في الجزيرة، ولا يزالون حتى اليوم متواجدين بكثرة في اليمن بنفس الاسم والقبيلة، وهو ما يعكس وحدة الأصل واستمرار النسب رغم تباعد الجغرافيا.

تاريخ قبائل المقارحة 

تنتمي المقارحة إلى قبائل ال علي، وهي مجموعة قبلية كبيرة تضم خمس عشرة قبيلة، وتشمل ال يسلم، ال بوبكر، ال عبدالله، ال سالم، ال باراس، ال مدحجي، المقارحة، ال باهدى، ال بافياض، ال حطروم، ال الريد، ال بزعل، ال وقار، لقيط معنية، ال باثوبان، وتشكل هذه القبائل أحد الأجنحة الرئيسية التي تتكون منها قبائل معن العولقية، إلى جانب الجناح الآخر المعروف ب ال محمد، ويضم الطواسل، ال سليمان، ال احمد، الشلواني، ومعن هي إحدى القبائل التي تشكل قبائل العوالق، إضافة إلى قبائل المحاجر العولقية وقبائل باكازم العولقية.

عرفت قبائل معن بتاريخها السياسي والعسكري، حيث حكم ملوكها عدن ولحج والشحر وحضرموت في القرن السادس الهجري، وكان ملوكهم من بني معن، وقد خاضوا حروبا قوية مع الدولة الصليحية في عدن، وانتهت هذه الصراعات بطرد بني معن من عدن في نهاية القرن السادس الهجري، ولا تزال قبائل معن اليوم مستقرة في بلاد العوالق الممتدة من البحر العربي جنوبا إلى صحراء الربع الخالي شمالا، ويحدها من الغرب بيحان والبيضاء، ومن الشرق سلطنة الواحدي، وتبلغ مساحة ديارهم نحو مئة وخمسين ميلا من الجنوب إلى الشمال، ومئة ميل من الشرق إلى الغرب.

ومع قسوة الحياة وتقلب الظروف، تفرعت هذه القبائل وانتشرت في مناطق ودول عربية عديدة، مثل السعودية والامارات وليبيا والاردن وغيرها، وكانت هذه القبائل معروفة بقوتها منذ نشأتها، وخاضت حروبا كثيرة، واحتلت مكانة بارزة بين القبائل الحربية المنتشرة في الجزيرة العربية، ثم دفعت الهجرة والترحال كثيرا من فروعها إلى شمال افريقيا، فانتشرت بين ليبيا ومصر وتونس والجزائر وموريتانيا، ومع ذلك حافظت على أنسابها وأسمائها وأصولها دون انقطاع.

مقارحة ليبيا هم أبناء زغب الأصغر بن زغب الأكبر بن جرو بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، وقد ذكر ابن سعيد أنهم سكنوا افريقيا في تونس بجوار إخوتهم بني ذباب، ثم جاوروا بني هيب، بينما أشار التجاني إلى إقامتهم في بلاد نفزاوة جنوب تونس، أما الفروع التي استقرت في ليبيا، وهم أيضا من أبناء زغب الأصغر، فقد توزعت في الوسط والساحل، ثم اتجهت لاحقا إلى فزان، وتنتمي هذه القبائل إلى بني زغب، ومنهم عشيرتا المقارحة والحساونة، إلى جانب قبائل كبيرة منتشرة في وسط ليبيا وفزان.

أكد الباحثون أن المقارحة من بطون زغب من بني سليم في ليبيا، وذكر التليسي أن قبيلة المقارحة تتألف من عدة عشائر، منها القرن، الجلاغمة، البراكيس، المشلشة، الغذرة، العزمة، المحاربية، الاندارة، مقارحة القرية، بيت القرن، ويعد الحطاطبة من أبرز بطون قبيلة القرن، وقد لعب مشائخهم دورا فعالا في تاريخ المقارحة، إضافة إلى لحمات الشنارات، أولاد ادريس، السراحنة، الاجيار، فراده.

وتشير الروايات المتواترة إلى أن بعض العشائر تنحدر من أولاد الزؤيب من الزنتان، ومن الشعيبات في منطقة سرت، ومن الميامين من ورشفانة، ومن الصلاحات من غريان، إلى جانب وحدات أخرى متعددة منتشرة في طرابلس ومناطق مختلفة من ليبيا.

وفي مزدة، تتكون مقارحة المنطقة من عائلات الاجيار والسراحنة، وهاتان اللحمتان شعبتان من قبيلة القرن من مقارحة الشاطئ، أما مقارحة القرية فهم من فروع المقارحة، وتشمل عائلاتهم البواصيرية، أبناء طق النار، الذيابات، أبناء المقرحي، كما تعد الجلاغمة عشيرة من مقارحة وادي الشاطئ، وتضم عائلات ضنى عمر، ضنى سالم، ضنى ضو، العقائلية، أولاد محمد.

وتعد البراكيس أيضا عشيرة من مقارحة وادي الشاطئ، وتشمل عائلات أبناء سالم، الموادى، عامر، المناصير، الهمدة، ابي العوافي، الربيعي، الفوارسية، كما ذكر أن أولاد الشيخ وطاهر والمهير وماضي يرجعون في أصلهم إلى مقارحة وادي الشاطئ، وأن الشنارات، المعاليل، ومنهم أولاد عبد الجليل وأولاد التايب، ينتمون إلى قبيلة القرن من مقارحة وادي الشاطئ.

أما الغدرة فهم من فروع المقارحة في وادي الشاطئ ووادي زلاف، وتشمل عائلاتهم الذئابات، النكاكعة، السرّاتي، الشناترة، المغارشية، المثانين، كما ذكر أن الميامين من عشائر ورشفانة، وتشمل عائلات الفراجنة، ومن بيوتهم القرينات، أولاد الحاج، الثبات، ويؤكد المتوارث أن أصلهم من مقارحة وادي الشاطئ، مثل ميامين ورشفانة.

ويذكر أيضا أن الشعيبات في سرت يرجعون في أصلهم إلى مقارحة وادي الشاطئ، وكذلك أولاد يحيى في دوجال بمنطقة فزان، أما العزمة فهم من عشائر المقارحة، وتشمل عائلات المفاتيح، أولاد عبد الله، العوادنية، النجاجرة، الرواشدية، كما تعد المشلشلة عشيرة من مقارحة وادي الشاطئ، وتضم عائلات الرمادات، العرايات، مرعى، دخيل، البطاطمة.

وتشير الروايات كذلك إلى أن مقارحة قرية الصلاحات من ربع بني نصير في غريان يرجعون بأصلهم إلى مقارحة وادي الشاطئ، وأن مقارحة الطياش من قبائل الزاوية الغربية أصلهم من مقارحة وادي الشاطئ، كما أن عائلة الذيب في قرية خليف من قرى الوادي الشرقي في فزان ترجع إلى مقارحة مزدة، وعائلة ابي كليش من المتانين من الغدرة من مقارحة وادي الشاطئ تقيم في بلدة العين بفزان، وعائلة ابي دبوس في قبيلة عشر الرملة من قبائل مصراتة تنحدر من سيدي ابو دبوس وأصلها من مقارحة وادي الشاطئ من عشيرة العزمة، وكذلك أولاد الشيخ في بلدة مسقوين في فزان، وعائلة عياد في قرية البيطان بالجفرة الشرقية، فجميعهم يرجعون في أصولهم إلى مقارحة الشاطئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى