5 مدن قديمة مفقودة لم يعثر عليها علماء الآثار حتى الآن.. تعرف عليها

انشغل علماء الآثار لسنوات طويلة بالبحث عن الحضارات المفقودة، لكن رغم الاكتشافات المتتالية، لا تزال هناك مدن تاريخية بارزة، من بينها عواصم ممالك وإمبراطوريات عظيمة، لم يتمكن الباحثون من العثور عليها حتى الآن، وتشير النصوص القديمة إلى وجود هذه المدن، إلا أن مواقعها اندثرت مع تعاقب الأزمنة.
مدن مفقودة
وفي بعض الحالات، عثر لصوص آثار على هذه المدن المفقودة، وقاموا بنهب كميات كبيرة من القطع الأثرية منها، دون الإفصاح عن مواقعها الحقيقية. وفي هذا التقرير نسلّط الضوء على عدد من المدن القديمة التي لا يزال مكانها مجهولًا، وفقًا لما نشره موقع «لايف ساينس».
إيريساجريج
عرضت قطع أثرية قديمة هربت إلى الولايات المتحدة بالمخالفة للقانون الفيدرالي، وشحنت إلى متاجر «هوبي لوبي»، خلال فعالية لإعادة هذه القطع إلى العراق في 2 مايو 2018 بواشنطن العاصمة.
بعد فترة قصيرة من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، بدأت آلاف الألواح الطينية القديمة، التي تعود إلى مدينة تعرف باسم «إيريساجريج»، في الظهور بسوق الآثار، ومن خلال دراسة هذه الألواح، تمكن الباحثون من تحديد أن المدينة كانت تقع في العراق وازدهرت قبل نحو 4000 عام.
وتشير النصوص إلى أن حكام المدينة كانوا يقيمون في قصور تضم أعدادًا كبيرة من الكلاب، كما تذكر وجود معبد مخصص للمعبود «إنكي»، إله المكر والحكمة، حيث كانت تقام فيه احتفالات في بعض الأحيان.
ويرجح الباحثون أن لصوص الآثار عثروا على إيريساجريج ونهبوها تزامنًا مع الغزو الأمريكي عام 2003، دون أن يتمكن علماء الآثار من الوصول إلى موقعها حتى الآن، كما لم يكشف اللصوص عن مكانها.
إثت تاوي
أمر الملك أمنمحات الأول، الذي حكم بين عامي 1981 و1952 قبل الميلاد تقريبًا، ببناء عاصمة جديدة عرفت باسم «إثت تاوي»، وهو اسم يمكن ترجمته إلى «فاتح الأرضين»، ويعكس الاسم حجم الاضطرابات التي واجهها الملك، إذ انتهى حكمه باغتياله.
وعلى الرغم من مقتل أمنمحات الأول، ظلت إثت تاوي عاصمة لمصر حتى نحو عام 1640 قبل الميلاد، عندما سيطرت جماعة «الهكسوس» على شمال البلاد، ما أدى إلى تفكك المملكة.
ورغم عدم تحديد موقع العاصمة حتى الآن، يعتقد علماء الآثار أنها كانت تقع في منطقة ما بوسط مصر، مستندين في ذلك إلى وجود عدد كبير من مدافن النخبة في تلك المنطقة.
مدينة أكاد
كانت مدينة أكاد، المعروفة أيضًا باسم «أغاد»، عاصمة الإمبراطورية الأكادية التي ازدهرت بين عامي 2350 و2150 قبل الميلاد.
في ذروة قوتها، امتدت الإمبراطورية الأكادية من الخليج العربي وصولًا إلى الأناضول، وحققت معظم فتوحاتها في عهد سرجون الأكادي، الذي عاش نحو عام 2300 قبل الميلاد، ومن أبرز معالم أكاد معبد «أولماش»، المخصص لمعبودات الحرب والجمال والخصوبة.
ورغم أهميتها التاريخية، لم يتم العثور على مدينة أكاد حتى اليوم، ويعتقد أنها أقيمت في مكان ما داخل العراق، وتشير السجلات القديمة إلى أنها دمرت أو هجرت مع سقوط الإمبراطورية الأكادية حوالي عام 2150 قبل الميلاد.
واشوكاني
كانت واشوكاني عاصمة إمبراطورية ميتاني، التي ازدهرت ما بين عامي 1550 و1300 قبل الميلاد تقريبًا، وضمت أراضي في شمال شرق سوريا وجنوب الأناضول وشمال العراق.
واجهت إمبراطورية ميتاني منافسة قوية من الإمبراطورية الحثية شمالًا، ومن الإمبراطورية الآشورية جنوبًا، ما أدى إلى فقدانها أراضيها تدريجيًا.
ولم يعثر على واشوكاني حتى الآن، ويرجح بعض الباحثين أنها كانت تقع في شمال شرق سوريا، وقد عرف سكان عاصمتها، ومعظم مناطق الإمبراطورية، باسم «الحوريين»، وكانت لهم لغة خاصة نعرفها اليوم من خلال النصوص القديمة.
مدينة ثينيس
وكانت ثينيس، المعروفة أيضًا باسم «تينو»، مدينة قديمة في جنوب مصر، وازدهرت في بدايات تاريخ الحضارة المصرية القديمة، ووفقًا للمؤرخ القديم مانيتون، حكم بعض ملوك مصر الأوائل هذه المدينة منذ نحو 5000 عام، في فترة توحيد البلاد.
وأشار علي صديق عثمان، مفتش بوزارة السياحة والآثار المصرية، في مقال نشر بمجلة «أبيدوس»، إلى أنه بعد فترة قصيرة من توحيد مصر، نقلت العاصمة إلى ممفيس، وأصبحت ثينيس عاصمة لإقليم مصري خلال عصر الدولة القديمة، بين عامي 2649 و2150 قبل الميلاد.
ورغم أهميتها، لم يحدد موقع ثينيس حتى اليوم، إلا أن الاعتقاد السائد يشير إلى وقوعها بالقرب من أبيدوس جنوب مصر، خاصة مع دفن العديد من الشخصيات البارزة، ومن بينهم أفراد من العائلة المالكة، في محيط أبيدوس قبل نحو 5000 عام.



