اليوم الذي غير وجه فرنسا.. كيف انتهت الملكية تحت المقصلة وولدت الجمهورية الأولى؟

في صباح 21 سبتمبر 1792، استيقظت باريس على حدث سيغير وجه التاريخ، ففي قاعات الجمعية التشريعية، صوت النواب على قرار حاسم بإلغاء النظام الملكي الذي حكم فرنسا لقرون، معلنين ميلاد الجمهورية الأولى، لم يكن قد مضى عام واحد على اضطرار الملك لويس السادس عشر للموافقة على دستور يقيد سلطاته، لكن الشعب الغاضب لم يرض بتنازلات شكلية.
كيف انتهت الملكية فرنسا
لويس السادس عشر، الذي ارتقى العرش عام 1774، ورث أزمة مالية خانقة لم يكن مستعدًا للتعامل معها، ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والجوع، تحولت احتجاجات الفرنسيين في عام 1789 إلى ثورة حقيقية قلبت موازين القوى، وبحلول أغسطس 1792، أصبح الملك وزوجته ماري أنطوانيت أسيرين داخل قصرهما، فيما كان عرش فرنسا يتهاوى تحت ضغط الجماهير.
لم تمضِ أسابيع حتى كشفت وثائق تدين لويس السادس عشر بالتآمر مع قوى أجنبية ضد الثورة، ونتيجة لذلك، مثل أمام المحكمة في يناير 1793 بتهمة الخيانة، ورغم أن الأصوات جاءت متقاربة، فقد تقرر إعدامه، وفي صباح 21 يناير 1793، أُعدم الملك بالمقصلة في مشهد هز أوروبا بأكملها، ولحقت به زوجته بعد تسعة أشهر لتلقى نفس المصير.
استمرت الجمهورية الفرنسية الأولى نحو اثني عشر عامًا، مليئة بالصراعات الداخلية والتحديات الكبرى وفي عام 1799، برز اسم نابليون بونابرت الذي تولى الحكم كقنصل أول، قبل أن يعلن نفسه إمبراطورًا عام 1804، منهياً بذلك حقبة الجمهورية ومؤسسًا لبداية الإمبراطورية الفرنسية الأولى.



