تاريخ ومزارات

بينها مقبرة توت عنخ آمون.. أجمل 4 مقابر فرعونية تتحدى الزمن

أميرة جادو

توجهت أنظار العالم مع مطلع شهر نوفمبر الجاري إلى الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، ذلك الصرح الثقافي الذي يعد الأضخم من نوعه عالميًا، وقد تابع ملايين المشاهدين من مختلف القارات هذا الحدث المهيب، وسط حالة من الانبهار والإعجاب بما تمتلكه مصر من إرث حضاري ضارب في أعماق التاريخ، يمتد لآلاف السنين، شاهداً على عظمة الحضارة المصرية القديمة.

أجمل مقابر فرعونية

ولا تقتصر روعة تلك الحضارة على عشرات الآلاف من المقتنيات المعروضة داخل المتحف المصري الكبير، مثل مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون وتمثال الملك رمسيس الثاني وغيرها من الكنوز الخالدة، بل تتجلى أيضاً في المقابر الفرعونية الفريدة التي تعتبر من أجمل ما أبدعه الإنسان القديم حول العالم من حيث التكوين والدقة والنقوش، وفي هذا الإطار، نستعرض أبرز أربع مقابر فرعونية تجسد عظمة الفن والروح المصرية القديمة.

مقبرة توت عنخ آمون

تعتبر  مقبرة الملك توت عنخ آمون الأشهر في مصر والعالم أجمع، إذ جرى اختيار يوم العيد القومي للأقصر في الرابع من ديسمبر تخليدًا ليوم اكتشافها في الرابع من نوفمبر عام 1922، لما أثارته من ضجة وسحر خاص في أنحاء المعمورة.

ومنذ افتتاحها، جذبت المقبرة أنظار الملوك والأمراء من شتى بقاع العالم، حيث كانوا من أوائل الزائرين لها عقب اكتشافها. ولا تزال حتى اليوم مقصدًا رئيسيًا للسياح من كل القارات، ينبهرون بسحرها الفريد.

كما يرجع اكتشاف المقبرة إلى عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، أحد أبرز خبراء علم المصريات، المولود في لندن عام 1874، اشتهر كارتر باكتشافه المذهل في وادي الملوك بالأقصر بعد سنوات من البحث المضني، وفي عام 1907، تعرف على اللورد كارنارفون، الهاوي المتحمس الذي تولى تمويل بعثاته الاستكشافية، ليصبح كارتر لاحقًا المسؤول عن جميع أعمال التنقيب الخاصة به، حتى تحقق الاكتشاف الذي غير مسار علم الآثار إلى الأبد.

مقبرة بسوسنس الأول.. الفرعون الفضي

تعرف العالم على الفرعون بسوسنس الأول بعد اكتشاف مقبرته عام 1940، والتي وجدت بكامل كنوزها دون أن تطالها يد اللصوص، وبسبب وفرة الفضة التي عثر عليها داخلها، لقب بـ”الفرعون الفضي”.

وكان من الممكن أن يحظى هذا الاكتشاف بنفس شهرة مقبرة توت عنخ آمون لولا أن العالم كان على أعتاب الحرب العالمية الثانية، ما جعل الحدث لا ينال التغطية الإعلامية والاهتمام الذي استحقه في ذلك الوقت، رغم أهميته التاريخية البالغة.

المقبرة الملكية لإخناتون

كما تتألف المقبرة الملكية الخاصة بالفرعون إخناتون من ثلاث حجرات، ويعتقد أن الغرفة الثانية منها خصصت لمومياء ابنته الثانية مكيت آتن، أما الحجرتان الأخريان فتزدانان بمشاهد جدارية متماثلة تقريبًا، تظهر إخناتون وزوجته نفرتيتي وهما يبكيان وينعيان جسد امرأة، يحتضنان بعضهما البعض في مشهد مؤثر من الحزن الملكي.

وتظهر إلى جوارهما كاهنة تحمل طفلاً، وخلفها يقف حاملو مراوح من ريش النعام، في إشارة إلى النسب الملكي للطفل. وقد تم كشط بعض النقوش الهيروغليفية، مما جعل قراءة الأسماء صعبة للغاية.

وفي الغرفة الثالثة، يظهر مشهد مماثل مع فارق دقيق، حيث تذكر مكيت آتن صراحة بأنها المتوفاة، كما توجد لوحة أخرى تظهرها واقفة تحت سرادق رمزي يعبر عن بعثها بعد الموت، بينما يقف إخناتون ونفرتيتي وبناتهما الثلاث: مريت آتن، عنخ سنب آتن، ونفر نفرو آتن، في مشهد يعكس عمق المعتقدات الروحية لدى الفراعنة.

مقبرة الملك رمسيس الثالث

في قلب مدينة القرنة بالبر الغربي من الأقصر، تقع مقبرة الملك رمسيس الثالث، إحدى أروع المقابر في وادي الملوك، والمعروفة عالميًا بالرمز KV11، كما تعد هذه المقبرة معجزة فنية حقيقية تم نحتها بعمق 180 مترًا داخل صخور جبل القرنة، وتجمع بين روعة الهندسة ودقة النقوش والزخارف، لتروي فصولًا من تاريخ حضارة لا مثيل لها.

ووفقًا لتصريحات سابقة لعلي رضا، مدير منطقة وادي الملوك بالأقصر، فإن من أروع ما يميز المقبرة هو سقفها المذهل، المزين بالنقوش الهيروغليفية الملونة والمقتبسة من “كتاب الموتى”، إلى جانب التعاويذ والنجوم المضيئة على خلفية صفراء زاهية تبهر زوارها من مختلف أنحاء العالم.

والجديرب الذكر أن هذه المقبرة قد اكتشفت عام 1767 على يد جيمس بروس، لتظل شاهدًا خالدًا على عبقرية الفنان المصري القديم وإبداعه الذي لا يزول مع مرور الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى