تاريخ ومزارات

بيت الخليفة عبد الله التعايشي.. تحفة معمارية تحفظ ذاكرة الثورة المهدية في أم درمان

يقف بيت الخليفة عبد الله التعايشي في قلب مدينة أم درمان شاهداً على واحدة من أهم مراحل التاريخ السوداني، فهو ليس مجرد مبنى أثري، بل سجل مفتوح لتاريخ الدولة المهدية ورجالاتها، شيد هذا البيت عام 1887 على يد أحد الأنصار ويدعى حمد عبد النور، بتصميم من المهندس الإيطالي بيترو، واكتمل بناؤه عام 1891 ليكون مقر إقامة الخليفة عبد الله التعايشي وديوان حكمه.

نشأة بيت الخليفة عبد الله التعايشي

يقع المبنى في منطقة تعج بآثار الحقبة المهدية، وعلى مقربة من قبة الإمام محمد أحمد المهدي، بمساحة تبلغ نحو 3500 متر طولاً و129 متراً عرضاً، ويتميز بتصميمه الذي يجمع بين الطابع السوداني والعناصر الأوروبية في ذلك الزمن، مما جعله تحفة معمارية متفردة.

كان البيت مقراً لإدارة شؤون الدولة، حيث كان الخليفة يعقد فيه اجتماعاته مع الأمراء وكبار مساعديه لتسيير أمور البلاد، كما خُصص جزء من الطابق الأرضي لسكن زوجاته، وكانت أبرزهن أم كلثوم المهدي ابنة الإمام المهدي، بينما خُصص الطابق العلوي لاستراحته الخاصة.

عقب سقوط الدولة المهدية، استخدم البيت كمقر لبعض المسؤولين البريطانيين، بل حول في فترة إلى اصطبل للخيول، ومع وصول المفتش البريطاني برمبل، الذي سميت إحدى دور السينما باسمه لاحقاً، اقترحت زوجته تحويل المبنى إلى متحف يجسد تاريخ السودان الحديث، فتم ذلك فعلاً عام 1928 ليصبح “متحف بيت الخليفة”.

يضم المتحف اليوم مقتنيات نادرة من حقبة المهدية، بينها أسلحة بيضاء ونارية ومدافع بدائية ودروع، بالإضافة إلى أدوات سك النقود وصناعة الذخيرة، كما يحتوي على مقتنيات تخص شخصيات بارزة مثل عبد الرحمن النجومي، وعثمان دقنة، والسلطان علي دينار، إضافة إلى آثار الجنرال البريطاني غوردون باشا، من بينها بيانوه الخاص وطابعته ونماذج من النقود التي أصدرها أثناء حكمه للسودان.

ويعد المتحف قبلة للباحثين والسياح من داخل السودان وخارجه، لما يحتويه من رموز تاريخية وأثرية توثق لحقبة مفصلية في تاريخ البلاد، حيث يقوم فريق مختص بشرح المقتنيات والمعارك التي خاضتها جيوش المهدية ضد الاستعمار البريطاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى