تاريخ ومزارات

القصة الكاملة.. ليلة قتـل كليبر وتخـوزق سليمان الحلبي

أسماء صبحي
 
تعددت ثورات المصريين ضد الحملة الفرنسية على مصر 1798م، ومن أهم هذه الثورات ثورتي القاهرة الأولى والثانية، ففى ثورة القاهرة الأولى التي أشعلها شيوخ الازهر جاء رد الفرنسيين عنيفًا، فقد قذفت مدافعهم الجامع الازهر ودنسوه بخيولهم وأصدروا حكماُ بإعدام ستة من شيوخ الأزهر كان من بينهم أستاذ سليمان الحلبي الشيخ أحمد الشرقاوي، الذي اقتيد إلى القلعة حيث ضربت عنقه مع أعناق الشيوخ المجاهدين الخمسة الآخرين.
 
وأجهضت الثورة المصرية واختفى البعض عن أعين الفرنسيين وهرب سليمان الحلبي إلى الشام بعد أن أقام في القاهرة ثلاثة سنوات، حيث وجد الوالي أحمد أغا قد ضاعف على والده تاجر الزيت والسمن الضرائب.
 
وطلب سليمان من أحمد أغا بتخفيف الغرامة عن والده فوافق بشرط أن يتوجه إلى مصر لقتل كليبر فوافق على إتمام المهمة، وخصص له مصروفُا للسفر يقدر بأربعين قرشا، ووصل سليمان القاهرة واستقر مع مجموعة من الشوام المقيمين في (رواق الشوام)، وانضم إلى أحد الخلايا السرية التي كانت تحارب الفرنسيين.
 

ثورة القاهرة الثانية

وغادر نابليون مصر متجها لفرنسا تاركاً قيادة الحملة للجنرال كليبر، وما لبثت ان اندلعت ثورة القاهرة الثانية 21 أبريل 1800، وأصدر الجنرال أوامره بدك القاهرة بالمدافع، وأشعال النيران في الأبنية والدور والقصور, مع تشديد الضربات على حى بولاق، فأعمل الفرنسيين فى الثوار المصريين القتل والذبح حتى صارت الطرقات والأزقة مكتظة بجثث القتلى، وحينئذ قرر سليمان الحلبى تنفيذ خطته بقتل كليبر.
 

قتل كليبر

وفي صباح يوم 15 يونيو 1800م، تنكر سليمان الحلبي في هيئة شحاذ وتوجه لمقر إقامة كلير في قصر (محمد بك الألفي) بحي الأزبكية، فوجده فى حديقة القصر ومعه كبير المهندسين، فطلب منه الإحسان ليعطيه كليبر يده وطالبه بتقبيلها، ولكن الحلبي شده بعنف وطعنه أربعة طعنات قاتله في كبده، وفي سرته وفي ذراعه الأيمن وفي خده الأيمن أردته قتيلاً.
 
وحاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر فطعنه سليمان ولكنه لم يمت، واختبأ في حديقة مجاورة، إلى أن أمسكوا به ومعه الخنجر الذي ارتكب به الحادث، واندفع جنود الحراسة الذين استنفرهم الصراخ ليجدوا قائدهم قتيلاً وامتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين وخشي الأهالي من مذبحة شاملة انتقاماً من الاغتيال.
 

تخوزق سليمان

وأصدر الجنرال مينو الذي تولى قيادة الحملة في اليوم نفسه أمراً بتشكيل محكمة عسكرية بتاريخ 15 و 16 يونيو 1800 لمحاكمة قاتل كليبر، مؤلفة من تسعة أعضاء من كبار رجال الجيش برئاسة الجنرال رينيه، وحكموا حكماً مشدداً بإعدام مشايخ الأزهر، والحكم على سليمان بحرق يده اليمنى وبعده يتخوزق ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور.
 
وكما جرت العادة في أحكام الإعدام، تم تنفيذ الحكم في مكان علني يسمى “تل العقارب” بمصر القديمة، ليبدأوا بقطع رؤؤس الأزهريين أولاً ويشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة، وبعدها أحرقت يد سليمان الحلبي ثم وضع على خوزقته، وسليمان يردد الشهادتين وآيات من القرآن الكريم.
 
وقد ظل على تلك الحال أربع ساعات، حتى جاءه جندي فرنسي مشفقاً لحاله فأعطاه بعد خروج الجميع كأسا ليشرب منه معجلاً بذلك بموته بالحال، ثم ترك جثمانه المغروس في أحشائه وتد الخازوق مدة 4 أيام تنهشه الطيور والجوارح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى