كتابنا
كيف يثبت النسب بقلم خليل ابراهيم
كيف يثبت النسب
يثبت النسب بأربعة طرق هي:
1-الرقعة (أي المكتوب) وشرط المكتوب
أ. أن يكون قطعي الدلالة على المقصود فليس كل ما هو مكتوب يراد منه المقصود
ب. ان يكون صحيحا فليس كل ما يكتب صحيحا
ت. وليس من المؤتلف [أي متشابه الأسماء]
اي ان النسب يثبت إذا وجد في رقعة أو كتاب بشرط أن يكون هذا المكتوب قطعي الدلالة على المقصود .
شروط اعتماد الرقعة:
1.أن لا تكون مخالفة للأصول .
2.أن لا تكون ظنية الدلالة على المقصود ،
3 وليست من المؤتلف والمختلف .
3.أن تكون خالية من العلة القادحة .
4.أن تكون في نطاق الحيازة غير مملوكة لمدع آخر او لنسب اخر.
5.أن تكون المعلومة من المشهور لدى العشيرة ، غير مجهولة لدى الغالبية .
6.أن تسلم من علة التزوير بالتحقق من :
أ.نوع الورق ومعرفة ملاءمته للحقبة التاريخية التي كتبت فيها الرقعة.
ب.نوع الخط المستعمل وملاءمته للحقبة التاريخية التي كتبت فيها الرقعة .
ج.معلومية المحقق والموقعين على الرقعة وتواقيعهم واختامهم وملاءمتها للحقبة الزمنية التي كتبت فيها الرقعة .
د.عدم مخالفتها للاصول النسبية المعتمدة لدى الجميع .
هـ . عدم وجود تعارض تاريخي في المتن والحواشي .
و. عدم التعارض بين التاريخ الهجري والميلادي ان وجد.
2-الشهرة شرط أن تكون هذه الشهرة
أ. بالاستفاضة
ب. وان لا تكون مستحدثة تم التثقيف عليها
فإذا اشتهر عن نسب قبيلة من القبائل أنها تنتسب إلى النسب الفلاني ولا يوجد مانع علمي فيؤخذ بالشهرة عند ذلك …
والمشكلة اليوم هي أن يقوم بعض الجهلة في الأنساب بترويج نسب من المتشابه ظني الدلالة يتم الترويج له والتثقيف على انه النسب الصحيح ثم يعتقد بعد مدة لكثرة من يقول بهذا الرأي من المتاخرين على انه من المشهور
ولو دققة في الامر لوجدت أن هذه الشهرة لا تتجاوز عمر من أحدثها وقد تستمر بعده .
شروط اعتماد الشهرة :
1.أن تكون بالاستفاضة المفضية للعلم .
2.غير مستحدثة تم التثقيف عليها .
3.أن تكون قطعية الدلالة على المقصود ليست ظنية وليست من المؤتلف والمختلف .
4.أن لا يكون لها ما يعارضها من رقعة قطعية الدلالة .
3-الإقرار او الالحاق :
الاقرار بالمعنى الشرعي : اخبار عن ثبوت حق الغير على نفسه
الاقرار بالمعنى القانوني : اخبار الخصم امام المحكمة بحق الاخر
الاقرار بالمعنى النسبي او الالحاق : اخبار واعتراف الاصل بالفرع – لان اقرارهم يوجب النقص عليهم ان كان غير صحيح –
او هو اقرار نسب راجح من بين مجموعة انساب مطروحة اخرى مرجوحة.. والنسب المرجح في هذه الحال تقره (تعترف به) كل القبيلة أو العشيرة لا يقره بعض الأفراد منها إلا إن يكونوا من أهل الاختصاص بالأنساب ولم يكن لهم معارض معتبر. وشرطه ان يعترف الاصل ويوثق ويقر نسب الفرع …
مثلا إجتمعت عشيرة او اسرة ما ورجحت نسبها من بين عدة اراء على إنها تنسب إلى قبيلة زبيد ولم يظهر من داخلها معارض معتبر .. واعترف من ينتسب إلى زبيد(وخاصة من أهل هذا العلم) انهم منهم اخذ بهذا الإعتراف….
ولايفهم من الاقرار المعنى الفقهي او القانوني الذي ذكرناه سابقا…
ولا يكون الاقرار في النسب الذي لاخلاف علية …
بل يؤخذ به في حال تعدد الاراء في نسب قبيلة او عشيرة او اسرة …
شروط اعتماد الاقرار :
الاقرار هنا ترجيحي في حال تعدد الاراء
1.أن تقره أغلب العشيرة ـ المُقر لها ـ .
2. أن لا يكون هناك معارض معتبر من العشيرة المُقرةِ ، ولا من العشيرة المُقر لها .
3.أن لا يكون هناك مانع علمي ولا تاريخي لهذا الأقرار .
4.أن يحدد الجد الجامع للمُقر لهم ، وكيف يرتبط بالجد الجامع للعشيرة المُقرة .
5. ان يكون الاقرار من الاب (الاصل) ومن هو مرتبته للابن (الفرع) لا من الفرع للاصل
4-البحث العلمي الذي يناقش ويحاور كل ما يمت إلى الموضوع بصلة ، فيناقش المؤتلف والمختلف أي متشابه الأسماء وما أكثرها،فيضعف الضعيف فيطرحه جانبا بعد أن يبين العلل التي فيه و من ثم يعتمد الرأي الأقوى بعد أن يبين الأدلة التي تقويه وتعززه ثم يركز على الحقبة الزمنية التي عاشها الجد الجامع وكيفية اتصال الفروع بالأصول ويحدد الزمان الذي كان فيه هذا الجد لان تحديد هذه الحقبة مهم في تقوية وتضعيف الأسماء المتشابهة فمثلا ليس البو عامر من بني عامر بن صعصعه للفارق الزماني والمكاني بين عامر السنبسي الطائي الذي هو من أعيان القرن الثامن أو التاسع الهجري وبين عامر بن صعصعه القيسي الذي هو من أعيان ما قبل الإسلام والذي انجب قبائل وبطونا لها شهرتها . كما إن عبيدا جد قبيلة العبيد الزبيديه الذي كان من أعيان القرن الثامن الهجري ليس هو المقصود في قول الشاعر :
(ولست من الكرام بني العبيد) إذ إن الفارق الزماني جد شاسع بينهما
وان يكون وفق شروط البحث العلمي
أما ما ذكره بعض النسابين وخاصة الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحلبي الحسيني في كتابه ( غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار) من إن النسب يثبت بثلاث طرق :
1-أن يرى خط نسابة موثوق به ويعرف خطه ويتحققه فحينئذ إذا شهد خط النسابة بشيء عمل عليه.
أقول: إن هذا يدخل في النقطة الأولى التي تم ذكرها في أعلاه أي ( الرقعة)
2-أن تقوم لديه البينة الشرعية: وهي شهادة رجلين مسلمين حرين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة أو تزكية فحينئذ يجب العمل بقولهما.
أقول:إن هذا الأمر ليس في ثبوت نسب القبائل بل يعمل به في إلحاق نسب طفل بأبيه، أو حين وقوع الجنح أو الديات فشهادة الشهود العدول يؤخذ بها في انتساب الجاني أو القاتل إلى القبيلة الفلانيه لأنه قد يكون انتساب ولاء أو تحالف، ولو أخذنا بشهادة الشهود في إرجاع انساب القبائل إلى أصولها لوقعنا في إشكالات نسبية نحن في غنىً عنها .ولا اخفي أنني اطلعت على مشجرات انساب باطلة لا اصل لها ، فيها من العلل القادحة ما يندى لها الجبين اعتمد على صحتها بشهادة الشهود فقط وخاصة وان اكثر هؤلاء الشهود لا علم لهم بالنسب… والعدول في النسب هم أهل هذه الصنعة المشهود لهم بالورع والتقوى.
3-أن يعترف أب بابن، وإقرار العاقل على نفسه جائز .
أقول: إن هذا الامر لا يخص نسب القبائل بل هو يخص النسب الفردي المشكوك في صحته فعندما يقر ويعترف الأب بأبوته لهذا الطفل أو الولد يلحق به و بنسبه .
وان الرؤى المنامية والكشف والالهام ليست دليلا على اثبات النسب
الهوامش
1, وسبب ذلك ان الانساب المشهورة امرها ظاهر متدارك مثل الشمس لايقدر العدو ان يطفئه وكذلك اسلام الرجل وصحة ايمانه بالله والرسول امر لايخفى وصاحب النسب والدين لو اراد عدوه ان يبطل نسبه ودينه وله الشهرة لم يمكنه ذلك فان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله ولا يجوز ان تتفق على ذلك اقوال العلماء