مذبحة القلعة 1811.. الحكاية الكاملة لأشهر حادثة تاريخية في عصر محمد علي باشا
تحل اليوم ذكرى واحدة من أشهر الحوادث التاريخية في عصر محمد علي باشا وهي مذبحة القلعة التي دبرها للتخلص من خصومه في الأول من مارس عام 1811، لم تكن المذبحة مجرد واقعة تاريخية بل أثارت أسئلة عديدة حول طبيعة هذا العصر، كما انبثق منها العديد من القصص الشعبية مثل قصة الناجي الوحيد الذي قفز بحصانه، إلى جانب روايات درامية أخرى ارتبطت بالحدث.
سبب تسمية بمذبحة القلعة بهذا الاسم
سميت الواقعة بمذبحة القلعة لأن أحداثها وقعت داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، حيث دعا محمد علي أعيان الدولة وكبار المماليك لحضور احتفال أقيم بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش المتوجه إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وبعد انتهاء الحفل دعاهم للمشاركة في موكب الجيش، وفي اللحظة التي أغلق فيها باب القلعة انهالت عليهم النيران من كل اتجاه، فامتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا من الرصاص قُتل بالسيوف على أيدي الجنود.
بحسب ما ذكره محمد فؤاد شكري في كتابه مصر في مطلع القرن التاسع عشر، فإن محمد علي أراد تثبيت حكمه بالتخلص من المماليك بشكل نهائي، خاصة بعدما وعده الباب العالي بجعل باشوية مصر وراثية في أسرته إذا أرسل جيشه للحجاز لمحاربة الوهابيين، وهو ما دفعه لاتخاذ إجراءات حاسمة تضمن عدم تهديد سلطانه أثناء غياب الجيش، وكان أبرزها القضاء على المماليك الذين لم يلتزموا بعهودهم واستمروا في التآمر عليه.
يروي المؤرخون أن مملوكا واحدا فقط تمكن من النجاة ويدعى أمين بك، حيث قفز بحصانه من أعلى سور القلعة، فسقط مغشيا عليه بينما مات حصانه من شدة السقوط، وتعرض لإصابات بالغة لكنه لم يمت، إذ عثر عليه آخرون قاموا بإخفائه حتى تعافى، وتعددت بعدها الأقاويل حول هروبه ما بين انتقاله إلى سوريا أو السودان، بينما تشير الروايات إلى أن المذبحة أسفرت عن مقتل أكثر من 400 مملوك.
أورد جيلبرت سينويه في كتاب الفرعون الأخير لمحمد علي، رواية فيتشر عن المملوك أمين باي الألفي الذي نجا بعدما سقط فنجان قهوة على ملابسه فاعتبرها فألا سيئا، فغادر القاعة قبل بدء المذبحة، فيما نشرت جريدة المرشد المصري رواية أخرى تتحدث عن قفزة الحصان الشهيرة التي ارتبطت بتاريخ الحدث تحت اسم قفزة المملوك.



