معركة جالديران.. نقطة تحول في تاريخ العثمانيين
تصادف اليوم ذكرى معركة جالديرين بين العثمانيين والصفويين، والتي اندلعت في مثل هذا اليوم 23 أغسطس عام 1514م، وتعد واحدة من المعارك الفاصلة في تاريخ الدولة العثمانية، استطاع السلطان سليم الأول الانتصار على الصفويين بقيادة إسماعيل الأول، والسيطرة على تبريز عاصمتهم، بالإضافة إلى مناطق من عراق العجم وأذربيجان وكردستان وشمال عراق العرب، وفيما يلي تفاصيل ما جرى في هذه المواجهة الكبرى.
بداية المعركة
ووفقًا لما جاء في كتاب سلاطين وبكوات لمحمد عمروش، ففي صباح يوم الأربعاء 2 رجب سنة 920هـ الموافق 23 أغسطس 1514م، دوت أصوات المدافع العثمانية، وارتفعت صيحات الجنود من كلا الجانبين، لتبدأ مواجهة شرسة استمرت لساعات طويلة.
ونتهت المعركة بانكسار الجيش الصفوي، ومقتل أبرز قادته، وأسر عدد كبير منهم، بل حتى إحدى زوجات الشاه وقعت في الأسر.
أما الشاه إسماعيل فقد أصيب بجرح في ذراعه، وفر هاربًا نحو تبريز بعد أن أنقذه أحد ضباطه من الأسر، الأمر الذي دفع السلطان سليم الأول لإصدار أوامره بملاحقته في كل مكان لقتله، وهو ما أجبر الشاه على ترك تبريز والفرار بعيدًا.
قسوة المنتصر
أما الأسرى من قوات الشاه، فقد أمر السلطان سليم الأول بإعدامهم جميعًا، بل أمر بصنع هرم من جماجم القتلى نصب في ساحة المعركة ليكون شاهدًا على النصر. وبعدها تابع تقدمه حتى تمكن من دخول تبريز عاصمة الصفويين، وجعلها مركزًا لعملياته الحربية الجديدة.
أسباب توقف السلطان
وعلى الرغم من هذا الانتصار الساحق، إلا أن السلطان سليم الأول اضطر للتوقف عند حدود هذا الفتح، لسببين رئيسيين:
- قسوة الشتاء والبرد القارس الذي أنهك جنوده.
- تمرد بعض قادة الانكشارية الذين رفضوا مواصلة الزحف.
والجدير بالذكر أن السلطان سليم حرص على الحفاظ على وحدة جيشه فكتم غضبه في البداية، لكنه لم يغفر للمنشقين، فعند أول فرصة بعد عودته قام بإعدامهم جميعًا ليضمن استمرار هيبة سلطته.



