قبل ظهور واقي الشمس.. كيف كان الناس يتجنبون حروق الصيف؟

أميرة جادو
في مثل هذه الأوقات من السنة، يعني قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق تحت شمس حارقة الحاجة إلى بعض الأدوات الأساسية، مثل واقي الشمس، والنظارات الشمسية، والقبعة.
وعلى الرغم من أن المعرفة العلمية بمخاطر أشعة الشمس، ولا سيما الأشعة فوق البنفسجية، لم تظهر إلا في القرن التاسع عشر، إلا أن الإنسان منذ القدم حاول تجنب التعرض المباشر للشمس وابتكر وسائل مختلفة لحماية بشرته منها.
من جلود الحيوانات إلى الألياف والنسيج
أما عن بداية استخدام البشر لوسائل الوقاية من الشمس فلا يمكن تحديد زمن دقيق لذلك، لكن الدلائل تشير إلى أن محاولات حماية الجلد تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث لجأ الإنسان لتغطية جسده إما للتدفئة في الأجواء الباردة أو لتقليل حرارة الشمس.
ووفقًا لما ذكره موقع “historyfacts”، فإن جلود الحيوانات والألياف النباتية من أوائل المواد المستخدمة، قبل أن تستبدل لاحقًا بالمنسوجات مع تقدم الزمن.
المظلات ومستحضرات الطبيعة في مصر القديمة
وفي الحضارة المصرية القديمة، كانت الطبقات العليا شديدة الحرص على تجنب التعرض لأشعة الشمس، فاستعانوا بالمظلات، إلى جانب استخدام مستحضرات موضعية طبيعية تعمل على الحد من آثار الشمس على البشرة.
“فيسارد” أوروبا الأرستقراطية
أما في أوروبا خلال القرن السادس عشر، وخاصة في فرنسا وإنجلترا، فقد لجأت نساء الطبقة الأرستقراطية إلى ارتداء أقنعة تعرف باسم “فيسارد” (Visard)، لحماية بشرتهن من الاسمرار بفعل الشمس.
والجدير بالإشارة أن هذه الأقنعة كانت مصنوعة من المخمل الأسود، وبطنت من الداخل بالحرير، وتضمنت فتحات صغيرة للعينين والفم، إلى جانب بروز بسيط عند الأنف.
وبالرغم من مظهرها الأنيق، فإنها كانت غير مريحة؛ إذ لم تربط على الوجه كالعادة، بل كانت تثبت عن طريق خرزة صغيرة أو زر يتم وضعه بين الأسنان، مما جعل التحدث أثناء ارتدائها أمرًا مستحيلًا.
والجدير بالذكر أن الملكة آن قد أصدرت في عام 1704، مرسومًا يحظر استخدام أقنعة “فيسارد” داخل المسارح، مما أدى إلى تراجع شعبيتها تدريجيًا، حتى اختفت تمامًا مع مرور الوقت، بعد أن فقدت رمزها الاجتماعي ومكانتها بين طبقات النبلاء.



