بوابة الزمن في قلب دبي.. سر المسجد الكبير الذي خطف الأنظار بتاريخ وتصميم لا مثيل له

تشتهر دبي عالمياً بوجهاتها الترفيهية والمعمارية الحديثة، إضافة إلى خدماتها المتطورة التي تلبي احتياجات السكان والزوار، إلا أن هذا ليس كل ما يميزها، فالإمارة تضم بين أحيائها العديد من المعالم التاريخية التي تحمل طابعاً ثقافياً ودينياً فريداً، ومن أبرز تلك المعالم المسجد الكبير في منطقة بر دبي، والذي يعد واحداً من أجمل وأكبر المساجد في المدينة، حيث يعكس عبر تصميمه وتاريخه عمق الإرث الإسلامي العريق الذي تتميز به دبي.
سر المسجد الكبير في دبي
يقع المسجد الكبير في بر دبي، ضمن المنطقة التاريخية المقابلة لمتحف دبي على الجهة الغربية من خور دبي، وشهد أولى خطواته عام 1900 عندما كان عبارة عن مدرسة قرآنية استقبلت في ذلك العام أول دفعة من الطلاب لحفظ وتعلم آيات القرآن الكريم، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمه بالتعليم الديني ومكانته الروحية.
في عام 1960 تم تشييد مسجد جديد في الموقع نفسه، أعقبه إعادة بناء كاملة عام 1998، مع المحافظة على النمط المعماري الإسلامي التقليدي الذي ميز المبنى الأول، فبقي المسجد الكبير صرحاً يعكس هوية المكان ويقدم تجربة ثقافية وروحية مميزة للزوار الذين يتوافدون إليه لاكتشاف فنون العمارة الإسلامية والتقاط صور رائعة للمسجد خاصة في المساء حين تتزين واجهته بإضاءة ساحرة.
أما من الناحية المعمارية، فإن المسجد الكبير في بر دبي يتفرد بتفاصيله الهندسية الرائعة، حيث يضم نقوشاً قرآنية ضخمة وزخارف مبهرة تزين المدخل الرئيسي بعدد خمسة نقوش، كما يضم أعلى مئذنة في دبي يبلغ ارتفاعها سبعين متراً، وقد استُوحي تصميمها من الطراز التونسي، ما أضفى على المسجد طابعاً فريداً يميّزه عن غيره.
ولم تتوقف روعة المسجد عند هذا الحد، إذ يزدان أيضاً بأعمال فسيفساء زرقاء بديعة جعلته من أبرز معالم العمارة الإسلامية في الإمارات، ليبقى هذا المسجد شاهداً على عبق الماضي وروعة الحاضر في آن واحد.



