المزيد

د . سهام عزالدين جبريل تكتب .. ذكرى تحرير سيناء: من بطولات التحرير إلى رايات التنمية والتعمير

اليوم نحى ذكرى يوم الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، حيث تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء، هذه الأرض الطاهرة التي ارتوت بدماء الشهداء، وشهدت أعظم ملحمة في تاريخنا الحديث.
ففي هذا اليوم عام 1982، تحقق الحلم، وارتفع علم مصر على أرض سيناء الحبيبة أنه ذكري ألنصر ونفحاته الغالية ، بعد معركة طويلة خاضها جيل الآباء بكل شجاعة، دفاعًا عن الأرض والعِرض والسيادة.
لقد كان هذا النصر ثمرة صمود رجال الجيش المصري المقاتلين الأبطال، وأهلنا الابطال المقاومين الصامدين الى جانب ملحمة جهود سياسية ودبلوماسية مضنية، وأهم من ذلك كله، إيمان لا يتزعزع بحق الوطن وقيمة التراب الوطنى المقدس
حقا لقد تحررت الأرض، ولكن لم تنتهِ المهمةواضحت مهمة الحفاظ على الوطن ومكتسباته تتسلمها اجيال جديدة من زهرة شباب الوطن
من جيل النصر إلى جيل البناء وإقرار دعائم الاستقرار والسلام فى بلاد خلقت للسلام ولكنها عاشت سنوات طويلة من الحروب والمواجهة وظلت تسعى إلى صناعة السلام فصنعت التحرير الذى فتح بوابة الامل لاقامة دعائم السلام والتنمية والاستقرار عاش جيل الآباء والأجداد يكافح من أجل الوصول إلى تحقيق هذا الإنجاز
الذى سلمة جيلنا حتى نستكمل المسيرة مسيرة الحفاظ على الأرض على التراب الوطنى
ومن يومها جاء دورنا نحن، جيل ما بعد التحرير، لنتسلّم الراية من الآباء المقاتلين، ونحوّل معركة التحرير إلى معركة تنمية. أدركنا منذ اللحظة الأولى أن سيناء، التي عادَت إلى حضن الوطن، بحاجة إلى من يعيد إليها الحياة، ويُعمّر أرضها، ويُمسك بيد أهلها نحو مستقبل أفضل.
فشاركنا في القوافل التنموية التي انطلقت إلى سيناء، نحمل معنا الأمل والعمل. أسهمنا في بناء المدارس والمراكز الصحية، ومدّ شبكات الطرق والكهرباء، وفتح آفاق جديدة للزراعة والسياحة والاستثمار وبناء صروح علمية جامعات ومراكز ابحاث لم تكن مهمتنا سهلة، لكننا كنا نحمل في قلوبنا عزيمة لا تقل عن عزيمة المقاتلين في الخنادق واصبحنا جيل حمل أمانة الرسالة التي استلمها من جيل الابطال المقاتلين
حملنا نحن جيل الخبرة واجتهدنا لنؤدى الرسالة على أكمل وجه
واليوم، وبعد أكثر من أربعين عامًا على التحرير، نقف أمام مسؤولية جديدة: وهى أمانة نقل خبرتنا إلى الأجيال الصاعدة. فنحن لم نكن شهودًا فقط على مرحلة البناء، بل كنا جزءًا فاعلًا منها. نعرف أرض سيناء، وتاريخها، وتحدياتها، ونعرف أيضًا إمكانياتها الهائلة التي لا تزال تنتظر من يُحسن استثمارها.
رسالتنا إلى الشباب اليوم أن سيناء ليست مجرد صفحة من الماضي، بل مشروع للمستقبل. وأن كل جهد يُبذل فيها هو امتداد لمعركة الكرامة التي خاضها آباؤنا، واستكملناها نحن بالتنمية، ويُنتظر منكم أن تتابعوها بالإبداع، والاستدامة، والولاء لهذا الوطن العظيم.
رسالته من القلب إلى شباب اليوم ومن قلبي، أكتب هذه الكلمات لا لأروي حكاية مضت، بل لأمدّ إليكم – أبناء هذا الوطن – يدًا تحمل الخبرة، والأمل، والعزم. نحن جيلٌ لم يُولد في الميدان العسكري، لكنه نشأ في ميادين التنمية، وتعلّم أن حماية الوطن لا تكون فقط بالبندقية، بل بالمستشفى والمدرسة والجامعة المنارات والصحروح التنوية والتعمير والتنوير والغرس والزرع والكلمة الطيبة. وهكذا
رأينا كيف تحوّلت سيناء من أرض معركة إلى أرض وعد، وإنجازات حضارية كيف اصبحت اليوم سيناء في أعيننا مشروع حياة وحلم كبير كنا نحلمة وحملة الآباء والأجداد ، لا مجرد أرض مستردّة. واليوم، واليوم أنتم مَن سيحمل هذا الحلم، ويكمّل هذه المسيرة، وينقل سيناء من التحرير والتعمير والمواجهة الحضارية إلى الريادة
واليوم وبعد مرور هذه السنوات التى حملت سيناء من ارض عانت من ويلات الحروب إلى أرض صانعة للسلام لن انسي تلك الكلمات التى تربينا عليها
“إن الوطن باقٍ، والأشخاص زائلون، والأمانة كبيرة، والعبء ثقيل، ولكن النصر حليفنا إن شاء الله.”
–انها كلمات الرئيس الراحل أنور السادات، صانع العبور والسلام.
هذه الأمانة نضعها الآن في أيديكم، فاحفظوها، وواصلوا بها الطريق، وازرعوا في سيناء الأمل الذي روته دماء الشهداء، وبنته سواعدنا، وينتظر منكم أن تُزهره أفعالكم وانجازاتكم القادمة لقد أضحى الاحتفال بيوم النصر وثيقة لتجديد العهد الحفاظ على الوطن وترابها الوطنى المقدس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى