حكاية حي بولاق الدكرور وعلاقته بقبائل “التكرور” الإفريقية
أميرة جادو
يعتبر من أعرق الأحياء الموجودة بمحافظة القاهرة ومن أعظمها حضارة وازدهارا في العديد من العصور يقع غرب الدقي، شيده السلطان الناصر محمد بن قلاوون على النيل تجاه القاهرة في عام 1313 م، أطلق عليه اسم بولاق، لأنه صار مرساة ترسو فيها السفن القادمة إلى القاهرة والمبحرة منها، ثم غرقت به سفينة كبيرة، ومع إطماء النيل بكثرة في هذه المنطقة بدأت الأرض تعلو، وتتكون أرض جديدة، هي بولاق الآن.
أصل التسمية
أما عن أصل وسبب التسمية، يكتب اسم الحي خطأ “الدكرور” ولكنها “التكرور”، وهم قبائل مسلمون سود البشرة جاؤوا من غرب افريقيا، ليستقروا في هذه المنطقة وكانت تعرف في الماضي بمنية بولاق، ثم عرفت فيما بعد ببولاق التكروري، حيث نزل بها الشيخ أبو محمد يوسف بن عبدالله التكروري وذلك في عهد العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله الفاطمي.
تاريخ حي بولاق الدكرور
آمن الناس بالخير والصلاح في الشيخ التكروري، ولما مات بني عليه قبة وبجانبها جامع، فسميت هذه القرية بعد ذلك الوقت باسم بولاق التكرور، وكانت مساكنهم واقعة على شاطئ النيل الغربي في المنطقة الواقعة الآن بين مبنى وزارة الزراعة والمتحف الزراعي، في شمال مساكن قرية الدقي، وقت أن كان النيل يجري تحت سكن قرية الدقي وبولاق التكرور.
وفي عام 1863 أصدر الخديوي إسماعيل أمراً، بتغيير مجرى النيل من الغرب إلى الشرق، وذلك حتى يتمكن سكان القاهرة من توفير الماء للشرب تحت شاطئ بولاق طول أيام السنة، وذلك قبل وجود شركة مياه القاهرة التي أنشئت عام 1865، ولما نفذت عملية تحويل مجرى النيل إلى شاطئه الغربي الحالي، حيث يمتد شارع الجيزة، أصبحت مساكن قرية بولاق التكرور بعيدة عن شاطئ النيل.
وفي عام 1868م، هدمت مساكن القرية مع التعويض على سكانها، فانتقلوا إلى مكانها الحالي بجوار محطة بولاق التكرور من الجهة الغربية، وعلى ذلك فليست قرية بولاق التكرور هذه في مكانها الأصلي القديم.
والجدير بالذكر، يقع ضريح الشيخ يوسف التكروري اليوم (موجود مع أضرحة أخرى) بين مبنى وزارة الزراعة والمتحف الزراعي، ويظن بعض الناس أن ضريحه هو الموجود اليوم في بولاق التكرور الحالية (م. رمزي).
المصدر
“موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام” لـ عبد الرحمن زكي (ص36- 37).