5 عادات بالمغرب خلال العشر الأواخر من رمضان

أميرة جادو
تبرز خلال العشر الأواخر من شهر رمضان في المغرب، مجموعة من العادات والتقاليد الأصيلة، التي يحرص المغاربة على ممارستها جيلاً بعد جيل، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الثقافية والدينية، ورغم التغيرات التي جلبتها التكنولوجيا والمستجدات العصرية، ما زالت الأسر المغربية متمسكة بهذه الطقوس التي تشكل موروثًا متجذرًا في التاريخ المغربي.
الاحتفاء بالأطفال الصائمين أول مرة
تولي الأسر المغربية أهمية خاصة لتجربة الصوم الأولى لأطفالها، وغالبًا ما تحرص على أن تكون هذه البداية خلال العشر الأواخر من رمضان، وهو ما يعكس ارتباط الشهر الفضيل بأبعاد تربوية روحية، تتجاوز حدود العادات الغذائية.
وتشجع الأسر أطفالها على الصيام من خلال مكافأتهم بعد إتمام أول يوم صوم، حيث يتم إلباسهم الملابس التقليدية الفاخرة، وتصويرهم عند مصورين محترفين، وهم يمتطون الخيول أو يجلسون فوق أرائك مزينة، ليبدوا كعرسان صغار في عرس رمضاني خاص.
وتظل هذه الطقوس محفورة في ذاكرة الأطفال، باعتبارها جزءًا من التراث الذي توارثته الأجيال. وغالبًا ما تختار الأسر ليلة السابع والعشرين من رمضان، التي يحييها المغاربة بشكل مميز، لتكون بداية صوم أبنائهم.
الاهتمام بالقراء
شهد المساجد المغربية خلال العشر الأواخر من رمضان اهتمامًا لافتًا بالقراء الذين يتلون القرآن الكريم، حيث يتم تكريمهم ودعمهم ماديًا ومعنويًا، ويتلقى القراء الدعم سواء من الأئمة الرسميين للمساجد أو أولئك الذين يتم استقدامهم خصيصًا لإحياء ليالي التراويح، مع توفير كافة احتياجاتهم من سكن ومأكل.
وتتولى لجان المساجد جمع التبرعات من المصلين، لا سيما في ليلة القدر، لتخصيصها لهؤلاء القراء، ويبلغ عدد المساجد في المغرب نحو 51 ألف مسجد، 72% منها تقع في المناطق الريفية، وفقًا لوزارة الأوقاف المغربية.
وخلال هذه الأيام، يزداد الإقبال على المساجد، ويضفي حضور الشباب القراء روحانية خاصة على الأجواء، حيث يبدعون في تجويد القرآن بطرق مؤثرة تجذب المصلين، خاصة الشباب، وتعمق ارتباطهم بالمساجد.
اقتناء ملابس العيد خاصة التقليدية
تحرص العائلات المغربية على شراء ملابس العيد، مع إعطاء اهتمام خاص للملابس التقليدية التي تعكس أصالة وعراقة التراث المغربي، ويزداد الطلب على هذه الأزياء خلال الأيام الأخيرة من رمضان، حيث تعد مناسبة لاستعراض الأزياء التقليدية سواء خلال العبادات أو الزيارات العائلية.
وتشهد الأسواق، خصوصًا في المدينة العتيقة بالرباط، حركة تجارية نشطة، حيث يقبل الناس على شراء الجلابيب، والكنادير، والبلغة، والقفاطين، ويظل الجلباب أحد أبرز الملابس التي يقبل عليها المغاربة، لما يمنحه من أناقة وأصالة، سواء للرجال أو النساء.
ويعود الإقبال على هذه الملابس إلى عدة أسباب؛ منها التقاليد المتوارثة، جمال الصناعة التقليدية، إضافة إلى المهارة والحرفية التي تتطلبها هذه الملابس مقارنة بالمنتجات الحديثة.
التزين بالحناء
يتزايد الإقبال على نقش الحناء في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث تنشط النساء في التجمعات العائلية أو في أماكن شعبية معروفة، لنقش الحناء بأشكال متعددة.
وتتفاوت أسعار نقش الحناء حسب التصميم وموقعه، سواء على يد واحدة أو اليدين مع القدمين. وتبدأ طقوس الحناء عادة بعد صلاة العصر، وتتوقف مؤقتًا مع موعد الإفطار، لتُستأنف بعدها وتمتد حتى ساعات متأخرة من الليل.
وفي ديسمبر الماضي، أدرجت منظمة “اليونسكو” الحناء وما يرتبط بها من طقوس في 16 دولة عربية، بينها المغرب، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.
الاستعداد للسفر لقضاء العيد لدى الأهل
مع اقتراب عيد الفطر، يبدأ العديد من المغاربة الاستعداد للسفر داخليًا من أجل قضاء العيد مع عائلاتهم وأقاربهم، ما يؤدي إلى ازدحام كبير بمحطات النقل.
ويسعى كثيرون للعودة إلى مسقط رأسهم خلال هذه المناسبة، رغبة في الحفاظ على عادات وتقاليد متجذرة، رغم التحديات التي تفرضها الحياة العصرية.