فنون و ادب

رؤيه نقدية لمسلسل شيخ العرب همام

جميعنا شاهد مسلسل شيخ العرب همام المولف عبد الرحيم كمال والمخرج حسني صالحوالذي بلغت ميزانيته60مليون جنيه مصري وهي اضخم ميزانية لمسلسل وتحدث المسلسل عن تاريخ حقبة زمنية مهمة في عهد مصر وهي فترحكم المماليك لمصر واضطهادهم العنصر العربي

لكن المسلسل كان بيها مغالطات تاريخية كبيرة جدا لايمكن ان تمر مرور الكرام فلا ادري ما هو المستفيد التاريخي الذي اعتمدا عليه المولف والمخرج في سردهم لتاريخ تلك الحقبة الزمنية بهذء الطريقة فهل 60مليون جنيه مصري قادرة علي العبث في التاريخ اننا نظرنا للكتب التاريخية التي وثقت تلك الفترة تظهر لنا علامات استفهام كثيرةمن مغلطات المسلسل لا نعلم ما الدافع وراءها فالبداية صحيحة فكان هناك فعلا اضطهاد للعرب في الصعيد في ذلك العهد الغريب والذي اعتمد فيه العباسيون والفاطميين علي المماليك في ادارة حكم مصر لضعفهم وانشغالهم

وكانو قبلها عبيدا يباعون من قبلهم ان التاريخ يذكر انه لم يضاهي اضطهاد المماليك القبايل العربية في الصعيد الا الحملات المغوليه في اسيا علي المسلمين الا ان من حسناتهم وقوفهم في وجه زحف المغول علي بلاد الشام ومصر بمسانده المسلمين من العرب والكرد وغيرهم من المسلمين وكان يقابل ذلك الاضطهاد ثوارت عربيه بمشاركه كافه القبايل بلا استثناء

لكن من ضمن تلك الثورات ثورة كبيرة وحد بها شيخ عربي القبايل العربية في الصعيد المصري تحت رايته وربما هي ما اردا المولف الاشار لها في المسلسل لكنه وقع في خطا تاريخي واضح سواء بقصد او بغير قصد فهل هذا الشيخ الذي واحد العرب تحت رايته هو الشيخ همام الهواري مع احترامي لقبيله الهواره كبيرها وصغيرها ولتاريخها في الصعيد الا انه لم تجتمع كلمة قبايل العرب في الصعيد كله علي امتداد تاريخ الصعيد في يوم من الايام وخلال تلك الحقبه بالذات في عهد الممالك او ما قبلها في عهد الفاطميين الا علي يد رجل واحد وهو محمد بن واصل العركي الجهني الملقب با ابن الاحدب شيخ قبيله بن كرك وهم بطن من جهينه وكانو يسكنون شمال غرب الجزيرة العربية ومن جبالهم الحت ثم نزحو مع من نزح من قبيله جهينه للصعيد

وذكرهم يا قوت الحموي في معجم البلدان وذكروا في كثير من كتب الانساب القديمة الحقيقة الواضحة انه هو من قام بتوحيد القبايل العربية في صعيد مصر تحت رايته وحارب المماليك حرب شرسة وذلك بكثير من المصادر التاريخية ولعل افضلها هو ما ذكره المقزيزي لانه مورخ ومصري وعاش في ذلك العصر يقول تاج الدين احمد ابن علي ابن عبدالقادر ابن محمد المقريزي رحمه الله وهو عالم مصري عاصر ذلك العهد الغريب عهد المماليك وتوفي سنة 845هج بالقاهرة في كتاب البيان ولاعراب عما في ارض مصر من الاعراب

وفي عام 749نشب بين عرك وبني هلال وتدخل المماليك في هذا النزاع ومالاوا بني هلال وقتل عدد كبير منا المماليك في هذا الحادث وكان هذا ايزانا بحرب عنيفة بين المماليك والعركيين وحافاهم اما عرك فهي بطن من جهينه كانوا في بلاد العرب في الشمال الغربي منها ومن جبالهم الحت ثم انتقلو مع جهينه ال الصعيد الاعلي واستمرت او اكثر 749-754هج بزعامه محمد بن واصل العركي الجهني الذي كان يلقب باالاحدب لطوله وانحناء قامته وبلغ من قوته ان نادي بالسلطة لنفسه وجلس في جتر وجعل خلفه المسند واجلس العرب حوله ومد السماط بين يديه وانفذ امره في الفلاحين

فلما عظم امره عقد امراء المماليك المشورة عام 754هجري في امر عرب الصعيد وقروا تجريد العسكر لهم فحشد محمد بن واصل الاحدب شيخ عرك جهينه جموعه وصمم علي لقاء الامراء وحلف اصحابه علي ذلك وقد اجتمع معه عرب منفلوط وعرب الراغة وبني كلب وجهينه بما فيها عرك حتي تجاوزت فرسانه عشرة الاف تحمل السلاح سوي الرجاله المعد فانها لا تعد ولا تحصي لكثرتهم

وجمع الاحدب مواشي اصحابه كلهم واموالهم وغلالهم وحىريمهم وا ولادهم وهذه عادة في العرب يجمعون ابناءهم ونساءهم امامهم في الحرب حتي يبثون الحماسة في انفسهم واقام ينتظر قدوم العسكر وشن المماليك الحملة وبعث امراء المماليك ليومن بن هلال اعداء عرك ويحضرهم ليقاتلوا عرك اعداؤهم فاخدعوا بذلك وفرحوا به وركبواب باسلحتهم وقدموا في اربعماءه فارس فما هو الا ان وصلو الي الامير شيخو قايدالمماليك حتي امر باسلحتهم وخيولهم فاخذت باسرها ووضع فيهم السيف فافناهم جميعا

وقامت معارك عنيفة بين الحلف العركي المماليك وقتل من الجانبين خلق لا عدد لها وطورد العرب الي بلاد السودان ولم يبقي بدوي في الصعيد مصر ووصف ابن ياس نهاية هذة المعركه فقال ثم ان لامراء مشوا وراء العربان الذين مشو مسيرة سبعة ايام حتي دخلو اطراف بلاد الزنج ثم رجع الامراء والسلطان الي الديار المصرية

يقول د محمود السيد استاذ التاريخ الاسلامي في كليمة المعلمين في المدينة المنورة مصري في كتابه تاريخ القبايل العربيه في عهد الدولتين الايوبية والمملوكية والذين ينقل عن كتاب المقريزي ايضاء قامت ثورة ابن الاحدب اوال عام 752 هجري واستمرت الي عام 754 وفي شوال عام 754 قررت الدولة ارسال حملة عسكرية الي الصعيد وكانت هذه الحملة تتكون من فرقتين احدهم اتجهت قوس والاخري الي الوحات واسند قيادة الفرقتين الي شيخو احد كبار القادة المماليك

ولما وجدا ابن الاحدب ان المماليك قد استعدوا لشن هجوم شامل. علي العرب وانهم عزموا علي اصطناع كل وساءل العنف والقسوة عمد الي عقد تحالف مع القبايل فاجتمع مع عرب منفلوط وعرب المراغة فوصل عدد الفرسان العرب ما يزيد عن عشر الاف فارس واجتمع معه مالا يحصي من المشاة ولما وصل الامير شيخو قاءد الحملة الي اسيوط وبلغه قوة العرب وخشي من لقاء ابن الاحدب اثر علي استخدم الحيلة والدهاء واسلوب الخداع مع العرب فبعث باحد الامراء يعطي الامان لعرب بني هلال واستدرجهم حتي قدمو اليه باسلحتهم ووقعو في شرك الخديعة فقبلو الامان الكادب الذي اعطاه لهم

وبعد ان تخلص المماليك من عرب بني هلال بالاسر والقتل تفرغو لبقيه لحلف العرب بقيادة ابن الاحدب العركي الجهني مع طلاءع المماليك قرب ادفو في برية بوادي يسمي وادي الغزلان مع جيش العرب حدث ان بداء القتال بين العرب المماليك استخدم العرب طريقه الكر والفر فكانوا يقاتلون المماليك وينسحبون حينا ثم يعودون مرة اخري وهكذا

ولكن العرب عندما او شكوا علي قهر المماليك قدمت الي هؤلاء نجدة بقيادة شيخو فرجحت كفة المماليك ونهزم العرب ولقد انتقم المماليك من العرب بعد المعركه الدمويه فاوقعو بهم اشد العذاب الي حد ان جماعه من العرب اثروا الانتحار من اعلي الجبل ثم توسط الشيخ ابو القاسم الطحاوي احد الصوفيه ذوي النفوذ عند الامير شيخو في ذلك الحين في امر ابن الاحدب فقبلت وساطته فرسم له با قطاع وعاد الاحدب ال بلاد الي مكانته الاولي

يتبين ان الحركات الثورية للعرب ومنها ثورة الاحدب العركي الجهني كانت ثورات هادفه ذات مقاصد معينه منها اصلاح احوال الصعيد بعد ان انصرف الحكام عن الاهتمام به وتعدد مشاكله كما ان ظهور ابن الاحدب بمظرالحاكم في الفترة التي بسط فيها سيطرته علي الصعيد تعبر عن مشاعر الطموح التي كثير ما حركت العرب للاستيلاء علي السلطة في البلاد لولا المعونة العسكرية التي كانت تتوفر اللمماليك فيقضون فيها علي مطامع العرب كنا ان مساندة ابي القاسم الطحاوي للاحدب تعد دليلا واضحا علي عدالة قضية العرب

هذ الثورة هي اكبر ثورة عربيه ضد المماليك واقرب سيناريو لمسلسل شيخ العرب همام والذي لم يتطرق فيه ابداء لا لصاحب الثورة الحقيقيه محمد بن واصل العركي الجهني ولا لاي من القبايل العربية في الصعيد مع احترامي لهواره ككيان قبلي في الصعيد لكن لماذا لم يتطرق المولف والمخرج لبقية القبايل وسوف يقول قايل ربما ثورة اخري غير هذه الثورة فنرجع ايضا للتاريخ ونقرا بتمعن في الثورات التي سبقت هذه الثورة

وكانت ثورات علي استحياء فنجد ان افضل حالهم كان في عام 698 هجري قامت احلاف من البدو لم تذكر المصادر اسماء قباءلهم ولكن كان مسرحها منفلوط واسيوط وهذا ما يحملنا علي الظن بان جهينه كان لها نصيب افي الحركة السيطرة علي منطقة الصعيد والذي ياكد ان شيخ العرب محمد بن واصل العركي الجهني ايضاء ذكر جهينه انها اكثر عرب الصعيد وكثرها بسط ونفوذا في ذلك الوقت بعض الكتب المقريزي في البيانوالاعراب ص 32 في نهاية الارب في معرفة قلاءد الجمان رقم381 ) تاكد ذلك وهذا غيض من فيض المصادر التاريخيه كثيرة ولم تتطرق ابدا لتلك الاحداث بالطريقه التي. سردها المسلسل صاحب اكبر ميزانية

ولكن لم اقتبس الاالقليل منها انني في الوقت الذي انكر فيه مخرج المسلسل والمولف استثارهم صعيد مصر كله في قبيله الهوارة فقط لا اريد من مقالتي هذه ايضاء حصر الصعيد كله قبيلتي جهينة ففي الصعيد كثير القبايل جهينه بلي بني هلال والاشراف والبراهمه والعسيرات وكثير من باقي القبايل ونعم فيهم كلهم لم يشر لها المخرج لا من قريب ولا من بعيد خصوصا انه يوهم المشاهد ان الشيخ همام الهواري وحد القبايل العربية. كلها ضد المماليك وفي نفس الوقت لم يذكر اي من هذه القبايل قريب ولا من بعيد ولا يشر حتي لموسس الثورة الحقيقي فسرها تاريخ صحيحا ونسبه لشخصية اخري واخير ارجع لما قلته في البداية واتسال _60 مليون جنيه مصري قادرة علي العبث في التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى