عائلة النوايل في الإمارات: تاريخ عريق وحاضر مشرق

أسماء صبحي
تعد عائلة النوايل من العائلات العربية العريقة التي استوطنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قرون، وتحديدًا في مدينة العين. وتعود أصول هذه العائلة إلى قبيلة أولاد نايل، التي تعرف بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني. ويعود نسبها إلى قبائل بني هلال التي انتشرت في شمال إفريقيا، خاصة في الجزائر وليبيا، قبل أن تستقر بعض فروعها في منطقة الخليج العربي.
الاستقرار في الإمارات
استقرت العائلة في الإمارات منذ أكثر من 400 عام، وأسهمت بشكل فعال في تطوير المجتمع المحلي. خاصة في مدينة العين والمناطق الصحراوية القريبة منها. كما اشتهرت العائلة في البداية بالعمل في الزراعة وتربية المواشي، وهو ما ساعد في تعزيز الأمن الغذائي للمنطقة خلال الفترات التي سبقت النهضة الاقتصادية.
ومع تطور الدولة، انخرط العديد من أفراد العائلة في مجالات مختلفة مثل التجارة، الصناعة، والخدمات الحكومية. مما أسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وتعزيز الهوية الوطنية.
تشتهر العائلة بالحفاظ على العادات والتقاليد العربية الأصيلة. حيث لعبت دورًا مهمًا في نقل الموروث الثقافي الإماراتي عبر الأجيال. كما ظلت الأسرة محافظة على تقاليدها القبلية في الملبس، الأطعمة، والاحتفالات التراثية، مثل سباقات الهجن والصقارة، وهي من الرياضات التقليدية التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في الإمارات.
إسهامات عائلة النوايل
برز العديد من أبناء العائلة في مجالات متنوعة، حيث تقلد بعضهم مناصب قيادية في مؤسسات حكومية. بينما تألق آخرون في قطاع الأعمال والاستثمار. كما أن بعض أفراد العائلة ساهموا في المجالات الأكاديمية والعلمية. حيث حصلوا على درجات علمية مرموقة من جامعات عالمية وساهموا في البحث والتطوير داخل الإمارات.
ويقول الدكتور محمد العايش، الباحث في شؤون القبائل العربية، إن عائلة النوايل في الإمارات تمثل نموذجًا حيًا للتكامل بين التراث والحداثة. حيث استطاع أفرادها الحفاظ على هويتهم الثقافية وفي الوقت نفسه الانخراط في مسيرة التنمية والتطور التي شهدتها الدولة. ما جعلهم جزءًا مهمًا من النسيج الاجتماعي الإماراتي.
كما تحرص العائلة على تعزيز الروابط الاجتماعية مع القبائل والعائلات الأخرى في الإمارات. من خلال المشاركة في المناسبات الوطنية والاجتماعية مثل الأعراس، الأعياد، والمهرجانات التراثية. وأسهم هذا التلاحم الاجتماعي في تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ قيم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع الإماراتي.