المزيد

“عميد بحري محمود عبد العاطي فكري”بطل في الظل سطّر أمجاد البحرية المصرية

كتبت شيماء طه

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، قدم العميد بحري أ.ح محمود عبد العاطي فكري نموذجًا فريدًا للعطاء والتضحية في صفوف القوات البحرية المصرية، حيث خاض معارك الشرف وأدى واجباته الوطنية في صمت، بعيدًا عن الأضواء الإعلامية، لكنه ترك بصمة خالدة في تاريخ البحرية المصرية.

البداية والمسيرة العسكرية

ولد العميد محمود عبد العاطي فكري ضمن الدفعة 21 بحرية، وانطلقت مسيرته مع التحاقه بالمدمرة “السويس”، قبل أن ينتقل إلى المدمرة “طارق”.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة، كان على موعد مع مسؤولية جديدة حين انتقل في أوائل عام 1973 إلى المدمرة “الفاتح”، التي كان لها دور حاسم في فرض الحصار البحري على إسرائيل خلال عملية إغلاق مضيق باب المندب في حرب أكتوبر 1973.

واستمرت خدمته على متن الفاتح لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر، حيث أثبت كفاءته في العمليات البحرية الاستراتيجية.

مناصب قيادية وتأمين المياه الإقليمية

في عام 1978، تولى مسؤولية قائد وحدة تأمين ميناء بورسعيد، حيث لعب دورًا أساسيًا في تأمين الميناء ضد أي تهديدات محتملة، خاصة في ظل التوترات التي أعقبت الحرب. ومع اتساع نطاق مهامه، انتقل عام 1980 إلى وحدة كاسحات الألغام، وهي إحدى الوحدات البحرية المهمة التي تعنى بتأمين الممرات الملاحية من الألغام البحرية، وتدرج فيها حتى تولى قيادة إحدى كاسحات الألغام.

قيادة القوات البحرية والمناصب العليا

بفضل تفوقه في التخطيط العسكري والقيادة، حصل في عام 1984 على أركان حرب، مما أهّله لتولي منصب أركان حرب الكاسحات، ثم قائدًا لها حتى عام 1991.

وخلال هذه الفترة، أسهم في تطوير استراتيجيات تطهير الممرات البحرية المصرية، وضمان جاهزية الأسطول في مواجهة أي تهديدات.

وفي عام 1991، تم تعيينه رئيس عمليات قاعدة مرسى مطروح البحرية، حيث أشرف على إدارة العمليات البحرية في واحدة من أهم القواعد الاستراتيجية المصرية، قبل أن ينتقل عام 1993 إلى منصب رئيس شعبة عمليات القوات البحرية، الذي شغله حتى انتهاء خدمته عام 1996، تاركًا إرثًا من البطولات والإنجازات العسكرية.

إرث خالد في البحرية المصرية

رغم أن العميد محمود عبد العاطي فكري لم يحظَ بالتغطية الإعلامية التي تليق ببطولاته، إلا أن بصماته واضحة في تاريخ البحرية المصرية.

فقد شارك في واحدة من أهم العمليات البحرية في حرب أكتوبر، وأسهم في تعزيز الأمن البحري المصري عبر سنوات من الخدمة الشاقة، مقدمًا نموذجًا مشرفًا للجندي والقائد المصري الذي يعمل بصمت وإخلاص.

يستحق العميد محمود عبد العاطي فكري أن يكون أحد الأسماء التي تذكرها الأجيال، ليس فقط لدوره البطولي في إغلاق مضيق باب المندب خلال حرب أكتوبر، ولكن لمسيرته الحافلة في الدفاع عن الوطن عبر قيادته للعديد من الوحدات البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى