
كتبت – شيماء طه
على مدار سنوات قليلة، تحول الثنائي بوني وكلايد إلى رموز للجريمة المنظمة خلال فترة الكساد الكبير في الولايات المتحدة، حيث قاما بسلسلة من عمليات السطو والسرقة التي أثارت الرأي العام وشغلت وسائل الإعلام.
ولم يكن نشاطهما الإجرامي فقط هو ما جعلهما يكتسبان شهرة واسعة، بل أسلوبهما الجريء في الهروب من الشرطة، والذي ارتبط بسيارة فورد V8 موديل 1934، التي أصبحت جزءًا من تاريخ الجريمة الأمريكية.
بداية المسيرة الإجرامية
التقى كلايد بارو وبوني باركر في أوائل الثلاثينيات، وسرعان ما شكّلا عصابة صغيرة نفذت عمليات سطو على البنوك ومحطات الوقود في عدة ولايات أمريكية. عُرفا بجرأتهما في مواجهة الشرطة، واستغلالهما للطرق السريعة في التنقل السريع بين الولايات، مما صعّب على السلطات تعقبهما لفترة طويلة.
السيارة التي صنعت الأسطورة
كما اعتمد بوني وكلايد على سيارات قوية وسريعة للهروب من المطاردات الأمنية. وكانت فورد V8 موديل 1934 واحدة من السيارات الأكثر استخدامًا من قبلهما.
كما تميزت السيارة بمحركها القوي وسرعتها الفائقة مقارنة بالسيارات الأخرى في تلك الحقبة، مما منح الثنائي ميزة كبيرة في عمليات الهروب.
النهاية الدموية في كمين لويزيانا
بعد ملاحقات طويلة، تمكنت الشرطة الأمريكية من نصب كمين محكم للثنائي في ولاية لويزيانا في 23 مايو 1934. أطلق على السيارة أكثر من 150 رصاصة، مما أدى إلى مقتل بوني وكلايد على الفور. أصبحت السيارة، التي امتلأت بالثقوب وآثار الرصاص، رمزًا لنهاية واحدة من أشهر قصص الجريمة في التاريخ الأمريكي.
تحول السيارة إلى قطعة تاريخية
بعد الحادثة، تم الاحتفاظ بسيارة فورد V8 الشهيرة وعرضها في عدة أماكن، حتى إستقرت أخيرًا في متحف بوني وكلايد في لويزيانا، حيث يمكن للزوار رؤيتها والتعرف على قصتهما الحقيقية من خلال مقتنيات ووثائق تاريخية.
لا تزال القصة واحدة من أكثر القصص الإجرامية إثارة في القرن العشرين. حيث جمعت بين المغامرة والخطورة، وأصبحت رمزًا لحقبة مضطربة من التاريخ الأمريكي. أما سيارة فورد V8 موديل 1934، فقد تحولت من مجرد وسيلة هروب إلى شاهد صامت على نهاية درامية. جعلت من بوني وكلايد أسطورة لا تنسى في عالم الجريمة.