تاريخ ومزارات

 مسجد أحمد البجم: تاريخ يمتد عبر القرون وأيقونة أثرية فريدة في كفر الزيات

يعد مسجد أحمد البجم واحدًا من أبرز المعالم الأثرية النادرة في مركز كفر الزيات، وتحديدًا في قرية إبيار. كما يتمتع هذا المسجد بعراقة تاريخية تمتد لنحو تسعة قرون. حيث أنشئ عام 629 هجرية (1231 ميلادية) على يد الفقيه العالم ضياء الدين رضوان بن الشيخ أبي محمد الخضر. وقد عرف المسجد بهذا الاسم نسبةً إلى الشيخ أحمد البجم. الذي جدد المسجد في عهده عام 1031 هجرية (1622 ميلادية) ودفن بداخله.

تاريخ مسجد أحمد البجم

كما شهد المسجد زخمًا علميًا ودعويًا استثنائيًا. إذ كان يعتبر أقدم مؤسسة لتدريس العلوم الشرعية والفقهية على المذاهب الأربعة. يمثل المسجد نسخة فريدة من رواق الجامع الأزهر الذي يحتفل بألفية إنشائه، حيث ظل مركزًا علميًا بارزًا يدرس فيه كبار العلماء والفقهاء علوم الأزهر والقرآن الكريم. وعلى الرغم من تهدم المدرسة الأصلية. إلا أن اللوحة التأسيسية بجدار ضريح رضوان المطل على الصحن ما زالت قائمة.

اشتهر الشيخ أحمد البجم بلقب “البجم” نظرًا لقلة حديثه، حيث كان لا يتحدث إلا في مجالس العلم، مما جعله شخصية استثنائية تجمع حولها عددًا كبيرًا من المؤيدين والتلاميذ. وقد دفن بجواره ستة من تلاميذه الذين استمروا في تدريس العلم ونشره، مما أضفى على المسجد طابعًا روحانيًا خاصًا. تم تسجيل المسجد كأثر إسلامي بقرار رقم 10357 بتاريخ 21 نوفمبر 1951.

كما تخرج من هذا المسجد أعلام بارزون في علم التلاوة والتجويد، من أبرزهم الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود الحصري، حيث كان المسجد منارة لتعليم فنون القراءة والتجويد. كما يلفت النظر المئذنة الشاهقة التي تميز المسجد، والتي شُيدت بنظام هندسي مبتكر دون أعمدة، ما جعلها تصمد لعقود طويلة قبل أن تخفض بضعة أمتار حفاظًا على سلامة بنيانها الأثري وحماية للأهالي.

يشعر أهالي القرية بالفخر لوجود هذا المعلم الأثري النادر في قريتهم. حيث يضم المسجد سبيلًا تاريخيًا يشابه سبيل علي بك الكبير من أسرة محمد علي باشا. ويمثل أحد أقدم الأسبلة في إقليم الغربية. كما يحتضن المسجد واحدة من أقدم المخطوطات الجدارية التي تعكس عبقرية فنون الفتح الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى