النائب أحمد رسلان يكتب .. كيان الرجال
الكيان: هل هو تجسيد للوجود أم رقم ضائع في بحر الأرقام؟
الكيان يُعبر عن وجود مستقل وملموس في الحياة الواقعية، حيث يُميز كل شخص بصفاته الخاصة، مما يخلق توازنًا وانسجامًا بين الأفراد، عندما خلق الله الإنسان، رسم له طريقًا ليكون كيانًا مستقلًا متميزًا بقدراته وصفاته الفريدة، مما يدعم الحاجات الإنسانية للتكامل مع الآخرين.
كيان يعني قيمة: كلما جمع الفرد صفات إيجابية في مجالات متعددة واستخدمها لدعم الآخرين وتحسينهم، ازدادت مكانته وقيمته، قيمته ترتبط بما يقدمه من فكر وجهد وعطاء لنفسه وللآخرين وللوطن.
لكن في عالمنا اليوم، يُنظر للأشخاص كمجرد أرقام: نحن أرقام في التعداد السكاني، أرقام قومية، وأرقام في جوازات السفر وهواتف الاتصال، نحن ننتقل من مرحلة تعليمية لأخرى، ودائمًا ترافقنا أرقام حتى الموت، هذه الأرقام ترافقنا طوال الحياة لتخلف وراءنا أشخاصًا آخرين بأرقام جديدة.
التحدي الأكبر هو اتخاذ قرار: هل ستكتفي بأن تكون مجرد رقم كالأرقام الأخرى، أم ستسعى لتكون كيانًا مستقلًا وملموسًا بقدرات وصفات إيجابية تُضفي الخير والنفع على المحيطين بك؟ عندما تحقق هذا الهدف، تضع بصمة متميزة في حياة المحيطين بك، محدثًا فرقًا يُلهم البهجة والسرور.
إن الحياة رسالة، ويجب أن تكون لهذه الرسالة مضمون ومعنى وهدف وتأثير، بمقدار ما تبذل من جهد وإخلاص وأمانة، بمقدار ما تترك من تأثير عميق في حياة الآخرين، كما أن لكل رسالة مقدمة ومضمون وخاتمة، لذا عليك الاهتمام بكل مرحلة لتضمن حياة مليئة بالتأثير والتفاعل الإيجابي.
بهذا الهدف، تصبح الحياة نابضة باللون والطعم والرائحة، وتظل ذكراك حاضرة وملهمة للأجيال القادمة.
كل عام وأنتم كيان نابض بالحب والخير والعطاء حفظ الله مصر.
