المزيدحوارات و تقاريرعادات و تقاليد
أخر الأخبار

إكرام الضيف عند قبائل سيناء

سيناء – محمود الشوربجي – لايزال الكثير من أبناء القبائل في سيناء يحيون تراثهم وعاداتهم اليومية التي اعتبروها حياة طبيعية ويفتخرون بها، ولعل أبرز هذه المفردات هي الديوان أو ما يطلق عليه بين الناس المقعد، الذي من خلاله يتم إكرام الضيف.

 

المقعد هو أهم من المنزل لديهم وله حرمة وقوانين صارمة لايمكن أحد أن يكسر قوانينها. وأبرز عادات أهل البادية في سيناء هو إكرام الضيف، وحب الضيافة لدى أهالي سيناء نابع من الفطرة.

وأول ﺧﻠﻖ رأﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﺣﺐ اﻟﻀﻴﺎﻓﺔ، ﻓﺈذا أﻗﺒﻞ اﻟﻀﻴﻒ أﻧﺰﻟﻮه ﻋلى اﻟﺮﺣﺐ واﻟﺴﻌﺔ، وأﺿﺎﻓﻮه ﺑﺎﻟﺘﻨﺎوب. إلا إذا ﻛﺎن ﻋﺰﻳﺰًا ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌًﺎ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮاﻋﻮن اﻟﻨﻮﺑﺔ وﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮن إلى ﺿﻴﺎﻓﺘﻪ. ﻓﺈذا اﺧﺘﻠﻔﻮا في ﻣﻦ ﻳﻀﻴﻔﻪ رﻓﻌﻮا اﻷﻣﺮ إلى كبير اﻟﻘﻮم. وﻫﻮ ﻳﺴمى المضيف، وﺣﻜﻤﻪ ﻧﺎﻓﺬ، وفقًا لما ذكره نعوم شقير في كتاب تاريخ سينا والعرب.

إكرام الضيف عند قبائل سيناء

 وقال محمد أبوعيطة باحث في المجتمعات الصحراوية، إحياء بدو سيناء لتراثهم يعتبرونه يوميات حياة طبيعية يعيشونها ويفتخرون بها. ومن بين مفرداتها «الديوان» وهو بالنسبة إليهم أهم من البيت. إذا كانوا مجموعة من عائلة واحدة يقيمون ديواناً واحداً، وإذا كان شخص بمفرده فله ديوانه.

وأوضح أبوعيطة، أن أهل البادية يسكنون القرى والمناطق البعيدة عن الأماكن الأكثر ازدحاماً، حيث متسع المساحات. ويقيمون الديوان بعيداً عن المنازل ويفتخرون بهذا التجمع لهم بقولهم «ربعك ربيعك.» في إشارة إلى تقاربهم ووجودهم مع بعضهم وهم أقارب.

كما أشار إلى أن للديوان واجبات وحقوق، ومن هم أهل الديوان يسمون «المحلية»، وغيرهم من يأتي زائراً أو عابر سبيل فهو الضيف. وداخل الديوان يبقى أهم ما يحرصون عليه ليلاً إشعال النيران. وطبخ القهوة العربية على جمرها. لافتًا إلى أن من يقوم بإعداد القهوة أهل الخبرة من كبار السن بأدواتها التقليدية المعروفة. ويناولها الشباب الصغار للضيوف وكبار السن أولاً، وللضيف وفقاً لعرف أهل سيناء فقط 3 فناجين قهوة.

كما أضاف أبوعيطة أن واجب الضيف وإكرامه فرض، ويقولون «الضيف أسير وإن رحل شاعر» ولا يركنون لقلة الحيلة في إكرام الضيف بقولهم «الضيف رزقه معه»، ويقدم له الواجب في الديوان، الذي تقام فيه ولائم الطعام، حيث يحضر كل فرد طعامه، ويتناولون معاً الطعام بشكل جماعي. وللديوان مسميات أخرى منها «الشق»، «المقعد»، «المجلس».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى