باحثة في الآثار تكشف لـ “صوت القبائل” سر اتجاه المصري القديم إلى نحت التماثيل الخشبية
أسماء صبحي
استخدم الفنان المصري القديم الخشب ابتداءً من الأسرة الخامسة. وكان ذلك بجانب استخدامه للأحجار في صناعة التماثيل. وكان المصري القديم يفضل استخدام الخشب وذلك بسبب رخصه وقلة قيمته المادية. ورأى المصري القديم أيضًا أن الإنسان القادر على تشييد مقبرة من الأحجار. لا شك أن لديه المقدرة على نحت تمثال له من الحجر أيضًا.
وفي هذا السياق، قالت سارة محمد، الباحثة في الآثار المصرية القديمة. إن مصر مليئة بالأحجار الصالحة للنحت، ولكنها تفتقر للأخشاب الصالحة لذلك. ولكن التجديد والابتكار عند المصري القديم هما اللذان دفعاه لاستخدام الخشب في عمل التماثيل. ولكن لم تنجح هذه الفكرة وذلك لعدم قدرة الخشب على الاستمرار والخلود. وكان ذلك من أحد الأسباب التي دعت المصري القديم للعودة إلى نحت التماثيل بالأحجار. وذلك بسبب قدرة الأحجار على الخلود والاستمرار.
أهم التماثيل الخشبية
وأضافت سارة، أن من أهم التماثيل الخشبية في الدولة القديمة تمثال “كا عبر” الشهير. والمعروف باسم “شيخ البلد”. وأتت هذه التسمية عندما اكتشف عمال ماريت تمثال خشبي رائع في مقبرة كا عبر في سقارة. فتنبهوا للشبه الكبير بينه وبين شيخ قريتهم في ذلك الوقت. ولم يمانع ماريت من تسمية التمثال بهذا الاسم.
وأشارت الباحثة في الآثار المصرية القديمة، أن تمثال كا عبر يمثل صاحبه بوجه جميل مستدير جدير بالاهتمام. وبعينين مرصعتين داخل إطار من النحاس يمثل الجفنين. موضحة أن الفنان المصري القديم فضل الحجر الجيري لبياض العينين والبلور الصخري للقرنيتين. وتبدو على الوجه الممتلئ علامات الرضا والسعادة، كما تظهر عليه قوة الرجولة والجدية.
وتابعت: “أما الجسم فكان بدين والعنق غليظ قوي تبرز منه الرأس ذات الجبهة الصلعاء والشعر القصير في وضع طبيعي مقبول. وتتدلى ذراعه اليمنى بطول الجسم إلى جانبه وكانت يده اليمنى تقبض على الرمز المقدس. ويلبس كا عبر النقبة الطويلة التي تغطي الركبة ويقدم الرجل اليسرى خطوة للأمام. وكان التمثال مغطى بكتان رقيق عليه طبقة ملونة من الجص. والتمثال معروض الآن بالمتحف المصري، وارتفاعه 110سم. وقد كان كا عبر أحد كبار رجال الدولة في الأسرة الخامسة”.