قبيلة همدان: رمز القوة والسيادة في تاريخ اليمن
أسماء صبحي
قبيلة همدان هي إحدى القبائل اليمنية العريقة التي يعود نسبها إلى همدان بن مالك، وهي إحدى القبائل القحطانية التي عاشت في جنوب شبه الجزيرة العربية. واشتهرت هذه القبيلة بتاريخها العريق ودورها المحوري في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية لليمن القديم. كما ذكرها المؤرخون في سياق الحديث عن الممالك اليمنية القديمة مثل مملكة سبأ وحمير، حيث كانت همدان من أهم الحلفاء العسكريين والسياسيين لهذه الممالك.
قبيلة همدان
اشتهرت قبيلة همدان بالشجاعة والبسالة، وكانت مصدر قوة عسكرية في اليمن القديم. حيث ساهم أفرادها في حماية الممالك اليمنية من الغزوات الخارجية. كما كانت القبيلة متميزة في مجال الزراعة، إذ اشتهرت بزراعة المدرجات الجبلية في المرتفعات اليمنية. وهو ما ساهم في ازدهار الاقتصاد الزراعي في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، لعبت همدان دورًا هامًا في نشر الإسلام بعد الفتح الإسلامي لليمن. حيث انضم الكثير من أبنائها إلى الجيوش الإسلامية، وشاركوا في الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام والعراق. وما زال اسم همدان مرتبطًا بتاريخ اليمن وثقافته حتى يومنا هذا، حيث تحتفظ العديد من المناطق في اليمن باسمها، مثل منطقة همدان القريبة من صنعاء.
الأنشطة الثقافية
كانت القبيلة أيضًا مركزًا للعديد من الأنشطة الثقافية، حيث برز منها شعراء وأدباء أسهموا في إغناء التراث اليمني والعربي. ومن أبرز شعراء همدان، نشوان بن سعيد الحميري، الذي اشتهر بكتاباته وأشعاره في مدح اليمن وقبائله. كما أن أفراد القبيلة ساهموا في الحفاظ على التراث اليمني، بما في ذلك تقاليد الخط والزخرفة.
تلعب القبيلة اليوم دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية اليمنية. سواء من خلال الحفاظ على لغتهم ولهجتهم أو من خلال مشاركتهم في الحياة الثقافية والاجتماعية. كما تعتبر مناطقهم إحدى أكثر المناطق التي تحافظ على التقاليد القديمة التي تربط الحاضر بالماضي، مما يجعل همدان أحد أعمدة التاريخ اليمني.
ويقول الدكتور عبد الله الشرفي، أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء، إن قبيلة همدان ليست مجرد قبيلة يمنية، إنها رمز للهوية اليمنية ومرآة لقوة القبائل العربية في التاريخ القديم. كما لعبت دورًا رياديًا في الدفاع عن اليمن وترسيخ مكانته كحضارة مزدهرة.