“النقشبندي” صوت السماء الذي أضاء قلوب الملايين
كتبت شيماء طه
الشيخ سيد النقشبندي، أحد أبرز رموز الإنشاد الديني في العالم الإسلامي، يُلقب بـ”أستاذ المداحين” وصاحب الصوت الذي لامس الأرواح قبل الآذان.
وُلد عام 1920 في قرية دميرة بمحافظة الدقهلية، ثم انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، حيث بدأت رحلته مع حب الإنشاد الديني، الذي أصبح لاحقًا علامة فارقة في حياته وحياة ملايين المسلمين.
البداية والتألق
كانت البداية في حلقات الذكر والاحتفالات الدينية، حيث تميز النقشبندي بصوته الفريد الذي يمزج بين القوة والروحانية.
إشتهر بأسلوبه المميز في الأداء، حيث كان يستحضر معاني الأذكار والابتهالات ليخلق أجواء من السكينة والتأمل.
إنطلق إلى رحاب الشهرة بعد أن عرفه الناس من خلال الإذاعة المصرية، حيث قدّم أعمالاً خالدة أصبحت جزءًا من التراث الثقافي والديني المصري.
فن الإبتهال الذي لا يُنسى
من أبرز أعماله التي ما زالت تُردد حتى اليوم :
“مولاي إني ببابك”، التي أصبحت رمزًا للخشوع والتضرع.
“أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ”، التي تُبرز عمق إيمانه وثقافته الدينية.
“ربنا جلّ جلاله”، التي تفيض بمعاني التوحيد والعظمة الإلهية.
تميزت إبتهالات النقشبندي بمزجها بين الشعر الراقي والألحان العذبة، وهو ما ساهم في توصيل الرسائل الروحية للقلوب قبل العقول.
لقاؤه مع بليغ حمدي
شكل التعاون بين الشيخ سيد النقشبندي والموسيقار بليغ حمدي علامة فارقة في مسيرة الإنشاد الديني ، إستطاع بليغ أن يقدم الابتهال الديني في قالب موسيقي جديد دون المساس بقدسيته، وهو ما ظهر جليًا في عملهما الشهير “مولاي إني ببابك” هذا التعاون أثبت أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتقارب بين الأصالة والتجديد.
رحيل صوت السماء
رحل النقشبندي عن عالمنا في 14 فبراير 1976، لكنه ترك إرثًا خالدًا من الإبتهالات التي لا تزال تُسمع في المناسبات الدينية وفي لحظات التأمل والخشوع.
يُعتبر النقشبندي رمزًا لصوت إسلامي أصيل استطاع أن يوحد القلوب عبر صوته الذي حمل معاني الإيمان والروحانية.