وراء كل مثل حكاية.. “ميت فل و 14” قصة أصلها فرعوني
أميرة جادو
تعتبر الأمثال الشعبية جزءًا كبيرًا من ثقافات الشعوب، حيث تحمل بين طياتها حكمة وتجارب حياتية، وتستخدم كوسيلة للتعبير عن المواقف المختلفة أو اختصار الكلام دون الحاجة إلى الشرح المطول، وفي كثير من الأحيان، تستند هذه الأمثال إلى قصص وحكايات قديمة، تضرب لها الأمثلة وتتناقل عبر الأجيال لتصبح جزءًا من الذاكرة الجماعية.
حكاية مثل “ميت فل و 14”
ومن بين الأمثال التي تتردد كثيرًا على ألسنة المصريين، مثل: “ميت فل و 14″، والذي يستخدم للتعبير عن الكمال والإتقان في أي شيء يشار إليه، ولكن ما أصل هذا المثل؟ وما حكايته التي قد يجهلها الكثيرون؟
يشتهر المصريون القدماء بموهبتهم الفنية التي ساعدتهم على تخليد حضارتهم لآلاف السنين، فقد سجلوا على جدران المعابد سير ملوكهم وأحداث حياتهم اليومية ومعاركهم الكبرى من خلال فن الرسم والنقش. وكان لفنهم قواعد صارمة، حيث اتبعوا نظامًا دقيقًا لتحديد أبعاد الشخصيات في الرسومات.
سر الرقم 114
في الرسومات المصريين القدماء، كان طول الإنسان العادي محددًا بـ19 مربعًا، وعرضه بـ6 مربعات. وعند ضرب الطول في العرض (19×6)، تكون النتيجة 114 مربعًا، وهو المقياس المثالي الذي يضمن التناسق والكمال في الرسم. ومن هنا جاءت العبارة الشهيرة “ميت فل و14″، كإشارة إلى الكمال والتناسق دون أي زيادة أو نقصان.
الأمثال الشعبية
والجدير بالإشارة أم الشعب المصري يتميز بالحكمة المتوارثة التي استمدها من كونه واحدًا من أقدم شعوب العالم وأصحاب الحضارة، لقد عاش المصري القديم حياة التأمل واختصر تجاربه وشواهد حياته في حكايات والأمثال الشعبية تحمل في طياتها عصارة الخبرة الإنسانية، والتاريخ المصري الشعبي يعكس تفاصيل حياة الناس اليومية وأحلامهم وآلامهم،هو التاريخ غير الرسمي الذي يترك بصماته على كل شيء، الأغاني والحكايات والأمثال والعادات والاحتفالات، التاريخ الذي ينتمي إلى الناس البسطاء، ويعبر عن آمالهم وآلامهم، وأحلامهم، وعادة ما كان الناس يختصرون هذا التاريخ في “حكمة” قد تأتي في حكاية، لكنها تتألق في “المثل الشعبي”.
صوت الحكمة المصرية
كما أن الأمثال الشعبية ليست مجرد عبارات تقال، بل هي كنز ثقافي يتوارثه المصريون جيلاً بعد جيل، يلخص دروس الحياة بحكمة وبلاغة، وتعتبر الأمثال جزء أصيل من وجدان الشعب المصري وتعكس فرحه وحزنه، ذكاءه وفكاهته، وتحولات حياته الاجتماعية عبر العصور.
دور الأمثال الشعبية عبر التاريخ
كما لعبت الأمثال الشعبية في مصر دورًا رئيسيًا في نقل المعرفة والحكمة من جيل إلى آخر. فالمثل الشعبي ليس مجرد كلمات. بل هو قصة مختصرة أو موقف ملهم تمت صياغته في عبارة جامعة تصلح لكل زمان ومكان.
علاوة على أن الأمثال المصرية ثرية ومتشعبة. تشمل جميع جوانب الحياة، من العمل والزواج إلى العلاقات الاجتماعية والأخلاق، ومن أبرز الموضوعات التي ناقشتها الأمثال.