قبائل و عائلات

قبيلة بيراها: أسعد شعب في العالم يعيش في عزلة وبلغة غريبة لا تحتوي على أرقام

في أعماق غابات الأمازون الكثيفة بأمريكا، تعيش قبيلة بيراها، التي تعد واحدة من أغرب المجتمعات البشرية على وجه الأرض. هذا الشعب المعزول تمامًا عن العالم الخارجي لا يسعى للتواصل مع الآخرين. بل يعيش على ضفاف نهر ميسي مكتفيًا بحياة تعتمد على الصيد وجمع الثمار فقط. ورغم هذه العزلة، صنفت قبيلة بيراها على أنها “أسعد قبيلة في العالم”، حيث يتميز أفرادها بابتسامتهم الدائمة وتقبلهم للحياة بكل ما تحمله من خير أو شر.

من هم قبيلة بيراها

كما تعد لغة قبيلة بيراها واحدة من أكثر الجوانب المثيرة للدهشة. فهي تتكون من ثمانية أحرف صامتة وثلاثة صوتية فقط، ولا تحتوي على أرقام أو كلمات تعبر عن الألوان أو حتى مفاهيم مجردة. يعتمد أفراد القبيلة على جمل ذات مغزى لتوصيل أفكارهم، على سبيل المثال، إذا أرادوا تحذير أحدهم يقولون “لا تنم، توجد أفاعٍ هنا”. بدلاً من عبارات تقليدية مثل “صباح الخير” أو “مرحبًا”.

رغم انعدام الإحصاءات الدقيقة عن عدد أفراد القبيلة. يقدر المستكشفون منذ أكثر من عقد أن عددهم لا يتجاوز المئات. وقد أثار هذا المجتمع اهتمام عالم اللسانيات الأمريكي دانييل إيفريت. الذي انطلق في رحلة إلى أعماق الأمازون لدراسة قبيلة بيراها وتوثيق ثقافتهم الفريدة.

وفي هذا الصدد قال عالم اللسانيات الأمريكي دانيي إيفريت تجربته مع القبيلة في كتابه “لا تنم، توجد أفاع هنا”. أنهم يعيشون وفق نمط حياة بسيط قائم على التعايش مع الطبيعة. وأشار إلى أن غياب المفاهيم العددية لديهم يعكس طريقة تفكير مغايرة تمامًا للعالم الحديث. وعلى الرغم من بساطة حياتهم، فإنها تعيش بسلام داخلي وسعادة حقيقية. ما يجعلها نموذجًا فريدًا لحياة الإنسان البدائية في أبهى صورها.

قصتهم ليست مجرد حكاية عن العزلة، بل شهادة على إمكانية السعادة دون تعقيدات الحياة المعاصرة. إن هذه القبيلة أثارت فضول العالم وتبقى شاهدًا حيًا على التنوع الثقافي الهائل للبشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى