قبائل و عائلات

كل ما تريد معرفته عن قبيلة مكة بواشنطن.. عاشت على صيد الحيتان قبل ألفي عام

أميرة جادو

يعيش أفراد”قبيلة مكة” على خليج نيه بواشنطن منذ القدم، وتنتمي للسكان الأصليين من الهنود الحمر، وعرفت باسم مكة من القبائل المجاورة، وتعني “الناس الكرماء في الطعام”، واليوم، تعد المنطقة وجهة سياحية شهيرة، لكنها شهدت فترات عصيبة في أواخر القرن الثامن عشر نتيجة الاتصال بالأوروبيين، الذي جلب أمراضًا فتكت بالآلاف من السكان، مثل أوبئة الجدري والسل والإنفلونزا والسعال الديكي.

والجدير بالإشارة أن الولايات المتحدة قد منحت قبيلة “مكة ” تصريحًا بصيد الحيتان لأول مرة، منذ قانون منع صيد الثدييات البحرية،

معاهدة تاريخية مع الولايات المتحدة

في 31 يناير 1855، وقعت قبيلة “مكة”، معاهدة مع الولايات المتحدة للحفاظ على حقوق صيد الحيتان وضمان رفاهية شعبهم، تنازلت القبيلة عن 300,000 فدان من أراضيها، مع احتفاظها بحق الصيد كجزء من تراثها، أُقرّت المعاهدة عام 1859، لكنها أدخلت تغييرات جذرية فرضتها الحكومة الاتحادية على ثقافة القبيلة.

أهمية صيد الحيتان عند قبيلة مكة

يمثل صيد الحيتان عنصرًا رئيسيًا في ثقافة قبيلة مكة، يعود تاريخ هذه الممارسة إلى أكثر من ألفي عام، حيث ترتبط بطقوس روحانية ومجتمعية تعزز التضامن بين أفراد القبيلة، كما يوفر صيد الحيتان هدفًا ونظامًا يفيد مجتمعهم بأكمله وفي عام 1855، تنازل سكان مكة عن آلاف الأفدنة من الأراضي لحكومة الولايات المتحدة، واحتفظوا صراحة بحقهم في صيد الحيتان بموجب معاهدة خليج نيه بينهم.

كما توفر الحيتان موارد حيوية تشمل الزيت، اللحوم، العظام، الأوتار، والأمعاء، والتي يتم استخدامها في الصناعات التقليدية. على الرغم من الجهد الكبير المبذول في هذه العمليات، فإن العائد الثقافي والاقتصادي يعد ذا قيمة كبيرة.

طقوس صيد الحيتان

قبل الذهاب إلى الصيد، يخضع صائدو الحيتان لطقوس تشمل الصلاة، الصيام، والاستحمام في أماكن خاصة، حيث يكرس كل صياد حياته للاستعداد الروحي.

يخرج كل فريق مكون من 8 رجال في سفينة خاصة بعدم يحددوا توقيت مغادرتهم حتى يصلوا إلى مناطق صيد الحيتان عند الفجر، حيث يدرسون أنماط تنفس الحيتان لتحديد توقيت الهجوم، وعندما ينتهي الحوت من نفثه ويعود تحت الماء، يقوم قائد عملية الصيد بتوجيه الطاقم إلى المكان الذي سيظهر فيه بعد ذلك.

كما يستخدم الصيادون أسهم قوية لغرسها في “رأس الحوت”، مع ربط عوامات من جلد الفقمة لزيادة طفو الحوت وإبطاء حركته. كما يضربونه بالحراب المخصصة في أماكن محددة، حيث تعد الحراب وسيلة لتثبيت الحوت وليس لقتله.

وبعدها يتم سحب الحوت إلى المنزل. إذا استجابت روح الحوت للصلاة، يسبح إلى الشاطئ حسب ثقافتهم. وللتحكم في الحوت ومنعه من الغرق، يقوم الغواص بإغلاق فمه.

والجدير بالذكر أنه عند وصول الحوت إلى الشاطئ، يستقبله أهل القبيلة والصيادين بالأغاني التراثية التي تشيد بالصيادين وبجهودهم. كما يتم استخدام جميع أجزاء الحوت، بما في ذلك الزيت الذي يعتبرمن السلع الثمينة. بينما تستخدم عظام الحوت في صناعات مختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى