قبيلة الفرجان: تاريخ وأصول ودور في الثورة الليبية
دعاء رحيل
قبيلة الفرجان هي قبيلة عربية تنتمي للفرع الهاشمي من بني هاشم، وتعيش في شمال شرق ليبيا، مع انتشار أعداد كبيرة منها في شعبيات سرت، وإجدابيا، وبنغازي. وتعد من أكبر القبائل الليبية من حيث عدد السكان والتوزيع الجغرافي. ولها تاريخ عريق ومجد في المقاومة والنضال ضد الاستعمار والطغيان. وفي هذا المقال سنتعرف على أبرز محطات تاريخ قبيلة الفرجان وأصولها ودورها في الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي.
أصول قبيلة الفرجان
تنحدر من أحد أفراد بني هاشم، وهو فرج بن علوان بن عامر بن صعصعة بن محارب بن ربيعة بن حارثة بن عبد المطلب بن هاشم. وقد اسمى نفسه فرجان بعد أن هاجر من مكة إلى مصر في عهد المأمون، حيث كان يعمل في خدمة الخلافة العباسية. قد اتخذ من مدينة فسطاط مقرًا له، وتزوج من امرأة قبطية، وأنجب منها ثلاثة أولاد هم: علوان، وسالم، وحسان. وقد اتسم فرجان بالشجاعة والكرم والحكمة، وكان يحظى باحترام كبير من قبل الخلفاء العباسيين.
تاريخها
قبيلة الفرجان تعود جذورها إلى مصر، حيث استقر أولاد فرجان في منطقة تسمى بالفروجات، التابعة لمحافظة المنوفية. وقد اشتهروا بالزراعة والتجارة، وكانوا يتحالفون مع قبائل أخرى من أصول هاشمية، مثل قبيلة المغاربة. وقد شاركوا في عدة حروب ضد الصليبيين والمغول والتتار، وأظهروا شجاعة وإخلاصًا في الدفاع عن دينهم وأوطانهم.
في القرن الثامن عشر، قام جزء من قبيلة الفرجان بالهجرة إلى ليبيا، بسبب ضغوط سياسية واقتصادية في مصر. وقد استقروا في منطقة سهل جفارة، التابع لشعبية طرابلس. قد اختلطوا مع قبائل أخرى محلية، مثل قبيلة الورفلة والقضاة والمجابرة. وقد اتسموا بالمروءة والشهامة والكرم، وكانوا يعملون في الزراعة ورعي الغنم والإبل.
في القرن التاسع عشر، قام جزء آخر من قبيلة الفرجان بالهجرة إلى ليبيا، بسبب الغزو الإيطالي لمصر. وقد استقروا في منطقة سهل الجبل الأخضر، التابع لشعبية بنغازي. قد اختلطوا مع قبائل أخرى محلية، مثل قبيلة العواقير والعبيدات والبرغثية. وقد اتسموا بالحكمة والفطنة والتجارة، وكانوا يعملون في الزراعة وصناعة الزيت والصابون.
دورها في الثورة الليبية
كانت من أوائل القبائل التي انضمت إلى الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي في عام 2011. ففي شهر فبراير من ذلك العام، خرج أفرادها في مظاهرات حاشدة في مدينتي إجدابيا وبنغازي، رافعين شعارات تطالب بإسقاط النظام وإقامة دولة ديمقراطية. وقد تصدوا بشجاعة لقوات القذافي التي حاولت قمعهم بالقوة. كما شاركوا في تشكيل المجلس الوطني الانتقالي، وأسسوا كتائب مسلحة لحماية المدن المحررة.
ولكن لم يكن موقف جميع أفرادها موحدًا ضد نظام القذافي. فهناك من كانوا يؤيدونه أو يخشون من مغبة التمرد عليه. ففي مدينة سرت، التي كانت معقلًا للقذافي، كان هناك جزء من قبيلة الفرجان يسانده، أو على الأقل يحافظ على حياده. كما كان هناك من كان له صلات قوية بالنظام، مثل عادل صادق صادل، أحد رفاق القذافي في ثورة 1969، وخليفة بلقاسم حفتر، الذي كان قائدًا عسكريًا بارزًا في حروب تشاد وأفغانستان.