كتبت شيماء طه – تعد مكتبة الإسكندرية القديمة واحدة من أعظم المراكز الثقافية والعلمية التي عرفها العالم القديم، حيث جمعت كنوز المعرفة البشرية من جميع أنحاء العالم، لكنها تعرضت لكارثة كبرى حين اندلعت بها النيران، مما أدى إلى فقدان كم هائل من المخطوطات والكتب التي شكلت ثروة حضارية لا تقدر بثمن.
تأسيس مكتبة الإسكندرية
أنشئت المكتبة في القرن الثالث قبل الميلاد في عهد الملك بطليموس الثاني، لتكون مركزًا عالميًا للتعلم والمعرفة. وكانت تقع في قلب مدينة الإسكندرية، التي أسسها الإسكندر الأكبر وجعلها عاصمة ثقافية لمملكته.
ضمت المكتبة ما يزيد عن 700 ألف مخطوطة في مختلف العلوم والفنون، وتم جلبها من حضارات مختلفة، مثل المصرية واليونانية والهندية والفارسية.
المكتبة وأهميتها الكبيرة
كانت مكتبة الإسكندرية مركزًا للتبادل الثقافي والعلمي بين الحضارات، إذ ضمت أكاديميين وباحثين من جميع أنحاء العالم القديم. حيث ساهموا في دراسة وتحليل وتطوير علوم الطب، الفلك، الهندسة، والفلسفة.
وكانت المكتبة تعتمد على منهج شامل لتوثيق المعرفة البشرية، بعبارة أخرى كانت تُنسخ الكتب القادمة إلى الإسكندرية على الفور وتُضاف إلى مجموعتها.
كارثة الحريق
رغم عظمتها وأهميتها، تعرضت المكتبة لكارثة مأساوية لم يُحدد تاريخها بدقة.
إندلع حريق شمل معظم محتوياتها، مما أدى إلى خسارة عدد لا يحصى من الوثائق والمخطوطات التي وثقت تاريخ ومعارف حضارات بأكملها.
وتعددت الروايات حول أسباب الحريق والمسؤولين عنه :
الحملة الرومانية بقيادة يوليوس قيصر (48 ق.م)
وفقًا لروايات تاريخية، اشتعلت النيران في المكتبة خلال صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر.
وأثناء حِصاره للإسكندرية، أمر قيصر بإحراق السفن الراسية في الميناء، وانتقلت النيران إلى المكتبة.
الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس (391 م)
تشير بعض المصادر إلى أن المكتبة دُمّرت على يد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول أثناء حملته لتدمير المعابد الوثنية بعد انتشار المسيحية.
الغزو الإسلامي (641 م)
هناك روايات متأخرة وغير مؤكدة تفيد بأن المكتبة دمّرت أثناء دخول العرب إلى الإسكندرية، إلا أن هذه الرواية يرفضها العديد من المؤرخين نظرًا لافتقارها للأدلة التاريخية الموثوقة.
آثار فقدان المكتبة
كان لحريق مكتبة الإسكندرية أثر كارثي على التراث الإنساني، بسبب ضياع المعرفة القديمة التي كانت ستساهم في تسريع التقدم البشري في مجالات العلوم والفنون.
كما حرمت البشرية من الاطلاع على إنجازات حضارات قديمة تركت بصماتها في التاريخ.
إحياء المكتبة
في عام 2002، تم افتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة كرمز لإحياء ذكرى المكتبة القديمة.
بينما وُصفت المكتبة الجديدة بأنها مركز عالمي للتعلم والثقافة، وتضم ملايين الكتب والمخطوطات. كما تسعَ لتعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين دول العالم.