قبيلة العوامر: إرث تاريخي حافل بالشجاعة والنسب العريق
تعد قبيلة العوامر من القبائل الهوازنية القيسية العدنانية ذات الأصل المضري العريق. وهي جزء من قبائل قيس بن عيلان التي اشتهرت بشدة بأسها. وبرز منها العديد من الفرسان الأبطال والشعراء المميزين. وقد وصف معاوية بن أبي سفيان هذه القبائل قائلاً إنهم لا يفرحون عند الانتصار ولا يجزعون عند المحن ولا يبخلون عند الحاجة. مما يعكس تميزهم في البأس والكرم والثبات.
تاريخ قبيلة العوامر
قبيلة عامر بن صعصعة، إحدى أبرز قبائل قيس بن عيلان، تميزت بكثرة عددها وقوتها، وذكرها العلماء والمؤرخون كأحد أحياء العرب الذين كان لهم أثر واسع قبل الإسلام.
قال أبو عمرو بن العلاء إن الإسلام جاء وأربعة أحياء غلبوا بكثرتهم: شبيان بن ثعلبة، وجشم بن بكر، وعامر بن صعصعة، وحنظلة بن مالك. وبرغم أن بعض هذه الأحياء خمد ذكرها، بقيت عامر بن صعصعة طودًا شامخًا في التاريخ العربي.
أنجبت قبيلة عامر العديد من الأبطال والشعراء البارزين. من بينهم جياش بن قيس الذي قيل إنه قتل ألف نصراني في معركة اليرموك وقطعت رجله أثناء القتال. ومنهم أيضًا عويمر بن أبي عدي الذي دعا عنترة بن شداد للمبارزة. لكنه امتنع عن مواجهته لشدة بأسه. كما برز ملاعب الأسنة عامر بن مالك، وعامر بن الطفيل، ولبيد بن ربيعة، والنابغة الجعدي، وغيرهم من الشخصيات التي تركت بصمات لا تنسى.
ارتباط بني عامر بالنبي
وفي هذا الصدد قال مهنى عامر من قبيلة عامر، أن مع ظهور الإسلام، كان لبني عامر بن صعصعة دور كبير في دعم الرسالة النبوية. حيث وفدت عدة قبائل عامرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم لمبايعته ونصرة الدين. من أبرز هذه الوفود: بني رؤاس، وبني البكاء، وبني عقيل، وبني قشير، وبني جعونة. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من نساء بني عامر. ومنهن أم المؤمنين زينب بنت خزيمة العامرية. وأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، إضافة إلى نساء أخريات من القبيلة.
لم يقتصر ارتباط بني عامر بالنبي فقط، بل امتد إلى الصحابة والأئمة. الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه تزوج من أم البنين بنت حزام العامرية التي أنجبت له العباس وجعفر وغيرهما. كذلك سعيد بن العاص رضي الله عنه تزوج ابنة يحيى بن عمرو العامري. كما كان لبني عامر مكانة في النسب مع قريش، فعبد الله بن العباس أمه لبابة الكبرى العامرية، وخالد بن الوليد أمه لبابة الصغرى، وأبو سفيان أمه صفية بنت حزن العامرية.
وقد بلغ عدد الصحابة من بني عامر أكثر من مائة صحابي. إلى جانب ثلاثين واليًا وعدد كبير من العلماء والقضاة الذين كان لهم أثر كبير في صدر الإسلام. تظل قبيلة العوامر شاهدًا على تاريخ عربي وإسلامي غني بالقوة والكرم والنسب النبيل.
