كهف روميل: شاهد على الحرب العالمية وسراديب التاريخ في مرسى مطروح
أسماء صبحي – تعد مرسى مطروح من أكثر المدن المصرية التي تمتلك مزيجًا مدهشًا من الشواطئ الساحرة والمواقع التاريخية النادرة، ومن أبرز هذه المواقع كهف روميل، الذي يقع في قلب خليج مرسى مطروح، ويعد أحد المعالم الأكثر إثارة لزوار المدينة. فهذا الكهف ليس مجرد تجويف صخري طبيعي، بل هو موقع ارتبط بإحدى أكثر الفترات حساسية في التاريخ الحديث: الحرب العالمية الثانية.
موقع كهف روميل
يقع الكهف داخل جبل منخفض مطل على البحر، ويمكن الوصول إليه بسهولة من كورنيش مرسى مطروح. وقد استخدم كمقر عسكري ومركز قيادة ميدانية للقائد الألماني الشهير إرفين روميل، الذي لقب بـ”ثعلب الصحراء”. خلال معاركه في شمال إفريقيا في أربعينيات القرن الماضي.
روميل، الذي قاد الفيلق الإفريقي الألماني، اتخذ من الكهف مكانًا محصنًا يراقب منه تحركات القوات البريطانية في معركة العلمين ويضع فيه خطط المعارك. وقد ساعده موقع الكهف المرتفع والمخفي في الحفاظ على سرية تحركاته. وهو ما جعله معلمًا عسكريًا فريدًا من نوعه في المنطقة.
متحف حربي
في عام 1997، جرى تحويل كهف روميل إلى متحف حربي مصغر بالتعاون بين الحكومة المصرية وألمانيا. تخليدًا لتلك الحقبة العسكرية التي شهدتها المنطقة. ويضم المتحف عددًا من مقتنيات روميل، مثل الخرائط، ونماذج الأسلحة، وبعض أدواته الشخصية. إلى جانب صور توثق مراحل مختلفة من وجود القوات الألمانية في الصحراء الغربية.
كما يحتوي المتحف على وثائق ومجسمات تشرح للزوار تسلسل المعارك الحربية. وتسلط الضوء على الدور الاستراتيجي لمحافظة مطروح خلال الحرب العالمية الثانية.
تجربة سياحية وتاريخية فريدة
يشكل كهف روميل اليوم مزيجًا بين التاريخ والجمال الطبيعي. حيث يتجول الزوار داخل الكهف الذي يمتد عبر ممرات ضيقة تطل على مياه البحر الصافية. ويعيشون تجربة فريدة تستدعي أجواء الحروب القديمة وسط بيئة بحرية هادئة. وفي نهاية الجولة، يمكن للزوار الصعود إلى أعلى الكهف للحصول على إطلالة بانورامية رائعة على شواطئ مطروح.
ولا يرمز الكهف إلى فترة معينة من التاريخ فقط. بل يجسد أيضًا كيف يمكن لموقع طبيعي أن يتحول إلى أرشيف حي يوثق محطات من التاريخ الإقليمي والدولي. كما يعد دليلاً على أهمية مطروح الجغرافية والعسكرية في فترات الصراع الكبرى. وهو ما يجعل من زيارة الكهف رحلة مليئة بالمعلومات والمعاني.



