خبراء يطالبون بتشريعات عاجلة لمواجهة هوس التريند وحماية القيم المجتمعية

أسماء صبحي
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لتلبية هوس التريندمما أدى إلى تجاوز القيم والمعايير المجتمعية وتحولها إلى ظاهرة نفسية تهدد استقرار المجتمع.
وعلق خبراء على انتشار هذه الظاهرة، وأشاروا إلى أنها تضخمت نتيجة لضعف الوعي العام وغياب القوانين التي تضبط المحتوى الرقمي، مما يستدعي ضرورة تكثيف التوعية وسن تشريعات صارمة للحد من ترويج الشائعات.
هوس التريند
ذكرت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة وعميدة الكلية السابقة، أن الهوس بالتريند بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يعود إلى رغبة قديمة في لفت الأنظار، لكن مع تطور المنصات الرقمية، زاد حجم هذه الظاهرة وأخذ أشكالاً أكثر تطرفاً.
وأوضحت أن بعض الأفراد يستغلون حاجاتهم النفسية ورغبتهم في التميز لتحقيق مكاسب معنوية أو مادية، حتى لو كان ذلك بنشر محتويات غير صحيحة.
وأكدت عبد المجيد، أن هناك من يدمنون السعي وراء التريند بأي وسيلة، حتى وإن كان المحتوى كاذباً، بهدف زيادة المتابعين وجني الأرباح، وأشارت إلى أن حتى التفاعل السلبي مع هذه المنشورات يحقق هدفهم من خلال زيادة نسب المشاهدة، ما يؤدي إلى رفع العائدات المادية.
وشددت على أهمية تعزيز وعي المستخدمين، حيث إن تجاهل المحتوى غير الهادف هو أفضل وسيلة للحد من انتشاره، ودعت عبد المجيد إلى رفع مستوى الوعي الجماهيري لتجنب التفاعل مع الأفكار السلبية والشائعات، كي لا تتحول إلى مواضيع رائجة تسيء لصورة المجتمع المصري وتعممها بشكل غير دقيق.
ظاهرة عالمية
من جانبها، أشارت الدكتورة ميرفت الطرابيشي، عميدة كلية إعلام جامعة 6 أكتوبر سابقاً، إلى أن هوس التريند ليس محلياً بل ينتشر على نطاق عالمي، إلا أن العديد من الدول تمتلك تشريعات واضحة تنظم محتوى منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما تفتقر إليه مصر، وأوضحت أن الكثيرين يسعون وراء الشهرة السريعة دون اعتبار لتأثير محتواهم على المجتمع.
وأضافت الطرابيشي، أن نقابة الأطباء يجب أن تضطلع بدور فعال في حال كان المحتوى يسيء إلى أسرار المرضى أو يتجاوز أخلاقيات المهنة، وأكدت ضرورة فرض رقابة صارمة وسن قوانين رادعة تنظم المحتوى الرقمي وتحد من الظواهر التي تساهم في تشويه الحقائق وصورة المجتمع، مشيرة إلى أن التشريعات في هذا السياق ستساعد في الحد من الممارسات السلبية.
تعزيز الوعي المجتمعي
من جهته، أكد الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، أهمية تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة التأثيرات السلبية للإعلام الجديد، وخاصة منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة لنشر الشائعات وزعزعة الاستقرار، وأوضح أن بعض المستخدمين يستغلون هذه المنصات لتحقيق الشهرة أو المكاسب المالية على حساب القيم والأخلاق.
وأشار سعدة، إلى أهمية التأكد من مصداقية المحتوى قبل نشره، وأكد أن مواجهة هذه الظاهرة تبدأ من وعي الأفراد وتمييزهم بين الأخبار الصحيحة والمضللة، مع الالتزام بالقيم الدينية والثقافية التي تمنع نشر السلبية والانقسام.
وشدد على ضرورة تشكيل تحالفات إعلامية مع الدول المجاورة لتقديم محتوى إيجابي، وسن تشريعات تتماشى مع التطورات السريعة في الإعلام، مشيراً إلى أن الوعي المجتمعي يظل الحصن الأول لمواجهة استغلال وسائل التواصل بشكل غير مسؤول.