اكتشافات جديدة في أسيوط.. البعثة الأثرية المصرية تكشف عن كنز قديم؟

دعاء رحيل
ما زالت الحضارة المصرية القديمة تدهش العالم بالكنوز التي تظهر منها حتى الآن، على الرغم من مرور آلاف السنين، وما زالت أرض مصر تفيض بخيراتها وتكشف عن أسرارها وعن آثارها التاريخية، كما أعلنت البعثة الأثرية المصرية التي تعمل في منطقة اَثار مير بمدينة القوصية في محافظة أسيوط عن اكتشاف أجزاء من بعض المباني من العصر البيزنطي وعدد من المدافن من العصر المتأخر.
أهمية هذا الموقع خلال عصور الدولة القديمة
وأوضح مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للاَثار، أن هذا الاكتشاف يبين أهمية هذا الموقع خلال عصور الدولة القديمة والوسطى، والعصور المتأخرة، مشيرا إلى نص التوسل إلى الآباء القديسين الأولين الذي عُثر عليه على جدار من تلك المباني، والمكتوب بالحبر الأسود في ثمانية أسطر أفقية بالخط القبطى، فوقه أرفف من الطين والتبن التي ربما كانت تستخدم لحفظ مستلزمات الراهب والمخطوطات.
و قال عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية لاَثار مصر الوسطى أن المباني التي اكتُشفت في المقبرة العلوية للمنطقة هي قلايات تحتوي على فناء وعدد من الغرف ملحق بها أماكن للتخزين وموقد نار.
أما عن المدافن التي اكتُشفت في المقبرة السفلية، فوُجد داخلها أجزاء من توابيت خشبية وهياكل عظمية وبعض الأثاث الجنائزى في حالة سوء من الحفظ، لافتا إلى أن إحدي هذه المدافن تخص سيدة وُجد بداخلها التابوت الخاص بها في حالة سوء من الحفظ لم يبقى منه إلا قناع وكفان وأجزاء من الصدر، بالإضافة إلى عدد من الأوانى الفخارية المتنوعة في الأشكال والأحجام ومجموعة من خرزات من فيانس أزرق وأسود ومرآتان من نحاس، وتشمل مقبرة مير مجموعة من المقابر المحفورة كاملًا في صخور تعود إلى عصورى دولة قديمة ووسطى.
قال د. مجدي شاكر خبير اَثار، إن “مير” بمحافظة أسيوط بها آثار كثيرة للفترة بيزنطية قبطية، مضيفًا أن محافظة أسيوط بها مقابر أثرية كبيرة جدًا، خصوصًا “مير” به 15 مقبرة تعود للعصر قبطى.
آثار مقابر مير
تم الكشف عن آثار جديدة في أسيوط تعود للعصور القديمة والبيزنطية والقبطية. تشمل هذه الآثار مقابر مير التي كانت مركزًا لحكام الإقليم الرابع عشر في عصر الدولتين القديمة والوسطى، والتي تزخر بمناظر تصور حياة المصريين القدماء وألعابهم وصناعاتهم وطقوسهم. كما تضم المنطقة أبنية ودفنات من العصور المتأخرة بها نقوش قبطية وأدعية للآباء القديسين. يؤكد هذا الكشف على أهمية مير كموقع أثري يجسد تاريخ مصر المتنوع وثقافتها الغنية.
في مصر، تتواصل الجهود للمحافظة على التراث الإسلامي والقبطي من خلال مشروعات ترميم عدد من المعالم الأثرية والدينية. من بين هذه المشروعات، نذكر:
- تم ترميم قصر السلطانة ملك بمصر الجديدة، وهو قصر تاريخي بناه المهندس البلجيكي إدوارد إمبان للسلطان حسين كامل، وتم تسجيله كأثر إسلامي عام 2000¹.
- ترميم قصر البارون بالتعاون مع الحكومة البلجيكية، وهو قصر فريد من نوعه بناه المليونير البلجيكي البارون إمبان على طراز العمارة الهندية، وتم تسجيله كأثر إسلامي أيضا.
- كذلك ترميم مسجد الطنبغا المارداني بشارع باب الوزير بالتعاون مع مؤسسة الأغاخان والاتحاد الأوروبي، وهو مسجد شيده أحد أمراء المماليك في القرن الرابع عشر.
- كما تم ترميم وتوثيق الرسومات والخرائط الهندسية بمركز تسجيل الآثار الإسلامية بالقلعة، وهو مشروع يستهدف حفظ التراث المادي من خلال التحول الرقمي وإنشاء قاعدة بيانات للوحات الهندسية.
- تطوير وإضاءة شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، وهو شارع يضم أكبر تجمع للآثار الإسلامية في مصر، من خلال استخدام أنواع مختلفة من الإضاءة لإبراز جمال المبانى والزخارف.