تحولات مذهلة في تطوير القاهرة: مصر تقضي على العشوائيات وتعيد بناء المناطق التراثية
تواصل الدولة المصرية بذل جهود ضخمة لإحياء المناطق التراثية في البلاد، مُبَادِرَةً بتحويلها إلى مناطق حضارية تتماشى مع طبيعة المنطقة التاريخية، بعد فترات طويلة من الإهمال والمخلفات الخطرة، مع استثمار مميزات تلك المناطق التي كانت غير مستغلة. هذا التحول لا يقتصر على تطوير البنية التحتية فقط، بل يشمل إحداث أنشطة جديدة تؤكد على دور القاهرة كمركز ثقافي حضاري وسياحي في المنطقة، مع الحفاظ على الهوية التاريخية والاندماج مع النسيج العمراني القديم.
تحويل بحيرة عين الصيرة إلى أهم حديقة في أفريقيا
كان لبحيرة عين الصيرة نصيب من هذه التحولات الكبرى، إذ تم تحويلها من مجرد مستنقع إلى واحدة من أهم الحدائق في القارة الإفريقية. شمل المشروع تطوير البحيرة ضمن حديقة تلال الفسطاط في مصر القديمة، ما يعكس طموحات الدولة في تحسين المناطق العشوائية، خاصة في محافظة القاهرة التي كانت تعاني من نسبة عشوائيات تصل إلى 50%. وقد تحول محيط بحيرة عين الصيرة بالكامل، ليصبح الآن متنزهًا عالميًا يتمتع بجو سياحي فريد.
المنطقة المجاورة: استثمار ضخم في تطوير الأحياء
تغيرت ملامح منطقة الفسطاط بالكامل بفضل مشروع تلال الفسطاط، الذي يضم العديد من الأبراج التي تواكب أحدث المعايير العمرانية، منها 7 أبراج ضخمة بتكلفة تقترب من 6 مليارات جنيه. يتم بناء 4 أبراج تطل على شارع 26 يوليو، و3 أبراج “أبراج النيل” المطلة على كورنيش النيل، مع توفير شقق فاخرة ومرافق مترفة، بما في ذلك تراسات بمساحات كبيرة وحمامات سباحة تطل على النيل ورؤية مباشرة للأهرامات. هذه التغييرات تعكس التحول الكبير الذي شهدته المنطقة ويجعلها من أبرز المعالم السياحية في القاهرة.
مشروع الخيالة: تحول جذري في المنطقة المجاورة
ولم تقتصر التحولات على بحيرة عين الصيرة فقط، بل امتدت إلى المنطقة المجاورة، حيث يتم إنشاء كمبوند الخيالة الذي يضم ما يقرب من 2500 وحدة سكنية ويطل على البحيرة الجنوبية. كما يتم إضافة عدد من المطاعم والكافيهات والمساحات الخضراء، مع مسجد أمام نادي الفروسية، ما يحول المنطقة إلى وجهة سياحية جديدة تجذب الزوار وتنعكس بشكل إيجابي على سوق العقارات في المنطقة.
التقرير الحكومي: مصر تقترب من القضاء على العشوائيات
تواكب هذه المشاريع الضخمة تقارير إيجابية حول جهود مصر في القضاء على العشوائيات. فبحسب تقرير مجلس الوزراء، نجحت الدولة في تطوير أكثر من 357 منطقة عشوائية غير آمنة بتكلفة تصل إلى 63 مليار جنيه، لتحسين الحياة في هذه المناطق، مع توفير 246 ألف وحدة سكنية استفاد منها 1.2 مليون شخص. وقد تم الإعلان رسميًا عن خلو مصر من المناطق العشوائية غير الآمنة بنهاية عام 2022. يذكر أن مصر حققت إنجازًا كبيرًا في هذا المجال حيث صنفت ضمن الدول التي سجلت تقدمًا ملموسًا في تقليل نسبة السكان في العشوائيات.
تقديرات دولية: إشادة بالجهود المصرية
تصدرت مصر التقارير الدولية التي أشادت بجهودها، حيث نوه تقرير التنمية البشرية للأمم المتحدة في 2021 إلى اهتمام القيادة المصرية بتطوير المناطق العشوائية باعتبارها من أولوياتها. كما أشاد برنامج الأغذية العالمي في 2023 بالمبادرة الوطنية “حياة كريمة”، والتي أظهرت النهج المتكامل الذي تتبعه الدولة في تنمية المناطق الريفية المحرومة وتحسين مستوى الحياة هناك.
التزام مستمر لتحقيق تنمية مستدامة
إن هذه المشاريع وغيرها تمثل جزءًا من رؤية الدولة المصرية لتحقيق تنمية مستدامة، تسعى لتحسين جودة الحياة وخلق بيئة صحية وآمنة للمواطنين. من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، تواصل مصر تعزيز مكانتها بين الدول التي تسعى لتحقيق النمو الحضاري والاجتماعي بشكل متوازن.