حوارات و تقارير

بعد الهجوم الإيراني.. خبراء يتوقعون مصير الحرب بالمنطقة

أسماء صبحي 

تشير التحليلات إلى أن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل كان محدودًا ومتناسقًا بين إيران والولايات المتحدة ودول أوروبية. وتركز على الحفاظ على مصداقية إيران وتأكيد قدرتها على الرد على التحديات الإسرائيلية. في حين يرى الخبراء أن هذا الرد ليس له صلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأن الاحتلال الإسرائيلي سيرتكب المزيد من الانتهاكات في غزة وفلسطين. وأضافوا أنه على الرغم من محدودية هذا الرد الإيراني، فإنه قد يؤدي إلى تصاعد المواجهات في المنطقة وتوسيع نطاق الصراع.

سبب الهجوم الإيراني على إسرائيل

ومن جهته، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو حركة فتح. أن الرد الإيراني على إسرائيل في السبت الماضي كان بهدف الحفاظ على مصداقية إيران بعد تعرضها للهجوم في عدة مواقع. ليس فقط في الخارج ولكن أيضًا في عمق طهران.

وأشار الرقب، إلى أن هذا الرد الإيراني كان متفقًا عليه بين طهران والولايات المتحدة ودول أوروبية غربية مختلفة. حيث يدرك الجميع أن الرد سيكون محدودًا من حيث الوقت والتأثير. وقد أكدت بيانات إيران أن الرد سيكون محدودًا على الضربات الإسرائيلية.

وأوضح أن الرد الإيراني على إسرائيل ليس له علاقة بالصراع الفلسطيني. حيث سيستمر الاحتلال في ارتكاب عمليات العدوان. وقد قام الاحتلال بقصف قطاع غزة وقتل وجرح العديد من الأبرياء اليوم.

اتساع دائرة الحرب

واعتبر الرقب أن اتساع دائرة الحرب ليس أمرًا مستبعدًا. على الرغم من أن الضربة الإيرانية كانت محدودة وتحت السيطرة. ولقد كان الاحتلال سعيدًا بالتعاون مع الدول الغربية وحلف الناتو والولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهة الهجوم الإيراني الذي استمر لعدة ساعات. ولو أرادت إيران، كان بإمكانها استخدام القوة الصاروخية من جنوب لبنان عن طريق حزب الله لتكون أكثر قوة. ولكن اكتفت بإرسال الصواريخ من داخل إيران كرسالة.

وأوضح الرقب، أن محدودية الرد الإيراني تعكس عدم رغبتها في تصعيد الأمور. وهذا واضح من بيانات إيران حتى أثناء وصول الصواريخ إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أعلنت طهران انتهاء العمليات.

ولفت الرقب، إلى أن الهجوم الأخير يمثل استجابة مباشرة من إيران لإسرائيل. وذلك في ضوء التهديدات الإيرانية بشأن إزالة إسرائيل في حال تعرضت لهجوم جديد. كما يتم التركيز على جانب الاستخدام الإعلامي لهذا الهجوم، حيث أن الضربة الإيرانية كانت ذات تأثير محدود. وتم توجيهها نحو مطار ريمون العسكري الذي استهدفته القنصلية الإيرانية في دمشق. ويهدف ذلك إلى إيحاء بأن إيران لديها القدرة على ضرب إسرائيل وجمع المعلومات من الداخل.

وختم الرقب تصريحاته بالقول إن “العملية الإيرانية انتهت. وسيعود الهجوم الإسرائيلي والعدوان على الشعب الفلسطيني كما كان وبشكل أكبر”.

كان ضروريًا

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عبد المهدي مطاوع، الخبير السياسي الفلسطيني. أن الرد الإيراني على إسرائيل كان ضروريًا، ولكن طهران حرصت على أن يكون الهجوم محدودًا وألا يؤدي إلى تصاعد الحرب. حيث أن إيران لن تشارك في صراع واسع في ظل عدم استكمال برنامجها النووي. فالبرنامج هو جزء من استراتيجية الردع الإيرانية.

وأضاف مطاوع، أن استمرار الحرب والتصعيد بين إسرائيل وإيران بشكل واسع سيؤثر بالطبع على قطاع غزة.

وشدد مطاوع، على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل سيدعم رؤية نتنياهو بشأن إيران وحزب الله وحماس. وسيساهم في التخلص من تأثيرها في المنطقة، وخاصة حماس في غزة. وهذا سيعزز موقف اليمين الإسرائيلي المتطرف داخل دولة الاحتلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى