تاريخ ومزارات

ذكرى اندلاع حرب الأفيون بين بريطانيا والصين.. فما قصتها؟

أميرة جادو

يصادف اليوم ذكرى وقوع أولى حروب الأفيون التي شنتها بريطانيا على الصين، والتي بدأت في مثل هذا اليوم 3 نوفمبر 1839، حيث قامت الحرب بين الإمبراطورية الصينية التي كانت تحت حكم سلالة تشينج وبين بريطانيا، وفي الحرب الثانية انضمت فرنسا إلى جانب بريطانيا. كان سبب الحرب هو محاولة الصين الحد من زراعة واستيراد الأفيون، وهو ما أثار معارضة بريطانيا بسبب الأرباح الضخمة التي كانت تجنيها من تجارة الأفيون في الصين.

اندلاع حروب الأفيون بسبب تجارة المخدرات

حروب الأفيون اندلعت نتيجة سعي الصين لقمع تجارة الأفيون، حيث كان التجار الأجانب، وخصوصاً البريطانيين، يقومون بتصدير الأفيون بشكل غير قانوني من الهند إلى الصين منذ القرن الثامن عشر. لكن هذه التجارة شهدت نمواً كبيراً منذ حوالي عام 1820.

الإدمان وفقدان السيطرة الصينية

مع ازدياد انتشار الإدمان على الأفيون، حدث اضطراب اجتماعي واقتصادي خطير في الصين. وفي ربيع عام 1839، قامت الحكومة الصينية بمصادرة وتدمير أكثر من 20 ألف صندوق من الأفيون – حوالي 1400 طن من المخدرات – التي كانت مخزنة من قبل التجار البريطانيين. واشتد التوتر بين الطرفين في يوليو عندما قتل بحارة بريطانيون مخمورون مواطنين صينيين. رفضت الحكومة البريطانية تسليم المتهمين للمحاكم الصينية، مما زاد العداء.

الحرب الأولى واتفاقية “نان جينج”

استمرت حرب الأفيون الأولى بين عامي 1840 و1842، حيث قاومت الصين بشدة القوات البريطانية، لكن بريطانيا استطاعت احتلال مدينة “دينج هاي” في مقاطعة شين جيانج واقترب أسطولها من البوابة البحرية لبكين. دفع ذلك الإمبراطور الصيني للتفاوض وتوقيع اتفاقية “نان جينج” في أغسطس 1842.

فقدان السيادة الصينية

أهم ما نصت عليه اتفاقية “نان جينج” هو تنازل الصين عن جزر هونج كونج لبريطانيا، وفتح خمسة موانئ للتجارة البريطانية، ودفع تعويضات لبريطانيا عن نفقات الحرب، بالإضافة إلى فرض تعريفة جمركية متفق عليها على الواردات البريطانية، وهو ما أفقد الصين سيادتها في فرض الضرائب. كما تضمنت الاتفاقية مبدأ الدولة الأكثر رعاية في التجارة.

استمرار الضغط على الصين

في العام التالي، أجبرت بريطانيا الصين على توقيع ملحق للاتفاقية يحدد نسبة 5% على الصادرات البريطانية إلى الصين. تعتبر هذه الاتفاقية بداية سلسلة من الاتفاقيات غير المتكافئة التي فرضتها الدول الغربية على الصين في ذلك الوقت، مما أدى إلى فقدانها جزءاً كبيراً من سيادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى