ذكرى استشهاد النقيب بحري طلعت محمود عبد الوهاب في معارك العدوان الثلاثي
كتبت شيماء طه
في تاريخ الوطن وقصص الأبطال، تبرز ذكرى استشهاد النقيب بحري طلعت محمود عبد الوهاب كصفحة من التضحية والوفاء، ففي معركة من معارك العدوان الثلاثي على مصر، وقف هذا البطل على متن المدمرة “دمياط”، تحت قيادة الشهيد الصاغ محمد شاكر حسين، ليكتب بدمه واحدة من أروع ملاحم البطولة في تاريخ البحرية المصرية.
ولد النقيب طلعت محمود عبد الوهاب عام 1936 في الإسكندرية، وتخرج في الدفعة السابعة من الكلية البحرية عام 1954، لينضم بعدها إلى لواء المدمرات ويُعين كقائد للمدفعية المضادة للطائرات على الفرقاطة دمياط.
في 31 أكتوبر 1956، وفي أثناء تصدي المدمرة للبارجة البريطانية بقيادة الكابتن هامليتون، تعرضت السفينة المصرية لهجوم مكثف أدى إلى تدميرها وإصابة قائدها، فيما أصر النقيب طلعت على مواصلة القتال حتى لحظاته الأخيرة، رافضًا ترك زميله المصاب النقيب مدحت الزيات، ليغرقا معًا في لوحة من الوفاء والتضحية النادرة.
عرف الكابتن هامليتون الشهيد الصاغ محمد شاكر حسين شخصيًا، إذ كان معلمه خلال إحدى دورات التدريب في إنجلترا، وعندما تعرف عليه في أثناء المعركة، رفع قبعته احترامًا له وأمر بوقوف دقيقة صمت تقديرًا لشجاعة مناصريه، وقد عبر لاحقًا عن احترامه العميق للصداقة التي جمعتهما، ورثاءً لخسارة صديق شجاع.
هذا التاريخ لن ينسى، وقصة النقيب طلعت محمود عبد الوهاب ستظل خالدة تُلهم الأجيال وتذكرهم بمعاني الوفاء والوطنية.