مؤتمر الحسنة 1968: صمود مشايخ سيناء وصفعة دبلوماسية لإسرائيل
كتبت شيماء طه
تحلّ اليوم الذكرى الـ55 على مؤتمر الحسنة التاريخي في وسط سيناء، الذي مثّل لحظة فارقة في تاريخ الصمود الوطني، حينما تصدّى مشايخ قبائل سيناء لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي تدويل سيناء وإعلانها كدولة مستقلة.
في أكتوبر 1968، راهنت إسرائيل على كسب ولاء أهالي سيناء وإقناعهم بالانفصال عن مصر، لكن رفض المشايخ هذا المخطط، وأكدوا بوضوح على انتماء سيناء لمصر، لتصبح صفعة دبلوماسية لإسرائيل أمام العالم.
في تلك الفترة، أجرى موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، عدة لقاءات مع شيوخ سيناء، محاولاً إغراءهم بالمال والهدايا ليوافقوا على فكرة إقامة “دولة سيناء” المستقلة.
لكن بينما كانت إسرائيل تُعدّ للمؤتمر بكل طاقاتها، علمت السلطات المصرية بالمؤامرة، فقامت بتكليف الضابط السيناوي محمد اليماني بمتابعة القضية وتوجيه المشايخ للاستمرار في مجاراة الإسرائيليين لإعطائهم انطباعًا بالقبول، بهدف كشف مخططاتهم وتحركاتهم الدولية.
مع حلول يوم المؤتمر في 31 أكتوبر 1968، كانت القوات الإسرائيلية والإعلام العالمي على أهبة الاستعداد لإعلان سيناء دولة منفصلة.
اجتمع ديان مع كبار المشايخ وعلى رأسهم الشيخ سالم الهرش، ليُعلنوا له كلمتهم الحاسمة.
أمام الوفد الإسرائيلي والوسائل الإعلامية العالمية، صرّح الشيخ سالم الهرش، مفوضًا عن القبائل، قائلاً: “سيناء مصرية وقطعة من مصر، ولن نرضى بديلًا عن مصر، وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل”. كانت هذه الكلمات كالسهم القاتل، أحرجت إسرائيل أمام المجتمع الدولي، وأفشلت مشروعها في تدويل سيناء.
أدى رفض المشايخ لإجراءات قمعية شديدة من جانب سلطات الاحتلال، التي قامت باعتقال نحو 120 شيخًا ومواطنًا من سيناء.
أما الشيخ سالم الهرش، فقد تمكن من الفرار إلى الأردن ومن ثم العودة إلى مصر، حيث قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريمه ومنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى.
ومع مرور السنوات، تواصل القوات المسلحة المصرية إحياء ذكرى مؤتمر الحسنة في 31 أكتوبر من كل عام، استذكارًا لتلك البطولة الوطنية التي أظهرت ولاء أبناء سيناء لوطنهم، ورفضهم لأي محاولات لفصلهم عن الهوية المصرية.